شرج الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) -رضي الله عنهما-؛ (أَنَّ عَائِشَةَ) أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، وأخرجه

البخاريّ من طريق محمد بن سُوقة، عن نافع بن خبير، حدّثتني عائشة، قال في

"الفتح": قوله: "حدثتني عائشة" هكذا قال إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن

سُوقة، وخالفه سفيان بن عيينة، فقال: عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير،

عن أم سلمة، أخرجه الترمذيّ، ويَحْتَمِل أن يكون نافع بن جبير سمعه منهما،

فإن روايته عن عائشة أتمّ من روايته عن أم سلمة، وقد أخرجه مسلم من وجه

آخر عن عائشة، ورَوَى من حديثما حفصة شيئًا منه، وروى الترمذيّ من حديث

صفية نحوه. انتهى (?).

(قَالَتْ: عَبِثَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَنَامِهِ) بكسر الباء، قيل: معناه اضطرب

بجسمه، وقيل: حَرّك أطرافه، كمن يأخذ شيئًا، أو يدفعه (?).

وقال القرطبيّ: قوله: "عبث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منامه" وجدته مقيّدًا بفتح

الباء؛ أي: أتى بكلمات كأنها مختلطة، يقال: عبث الشيء يعبثه: إذا خلطه،

بفتح الباء في الماضي، وكَسْرها في المضارع، فأمَّا عَبِث بكسر الماضي، وفتح

المضارع فمعناه: لعب. انتهى (?).

(فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ) فيما مضى من

زمانك، (فَقَالَ) -رضي الله عنه-: ("الْعَجَبُ) بالرفع فاعل لفعل محذوف؛ أي: حملني عليه

العجب، أو خبر لمحذوف؛ أي: هو العجب؛ أي: الأمر الغريب الذي

يُتعجّب منه، ثم بيّن ذلك العجب بقوله. (إِنَّ نَاسًا) بكسر همزة "إنّ"؛ لوقوعهما

في الابتداء، كما قال في "الخلاصة":

فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صلَهْ ... وَحَيْثُ "إِنَّ" لِيمِينٍ مُكْمِلَهْ

وقوله: (مِنْ أُمَّتِي) صفة لـ"ناسًا"، (يَؤُمُّونَ)؛ أي: يقصدون (الْبَيْتَ)؛

أي: الكعبة، ووقع في بعض النسخ: "يؤمون بالبيت". قال القرطبيّ: أُشرب -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015