ولما حوصر بابن الزبير أذن له بأن يخرج من حزبه، لصون نفسه، وقال له: قد
أذنت له، وأقلتك بيعتي، فأبى عبد الله بن صفوان أن يتركه في تلك الحالة،
حتى قُتل معه، وهو متعلّق بأستار الكعبة، حكاه الزبير بن بكار، كما في
"تهذيب التهذيب" (?).
ومن حسن إنصافه أنه مع كونه من أنصار ابن الزبير أنكر أن يكون
الجيش الذي غزا ابن الزبير مصداقًا لهذا الحديث (?).
وقوله: (أَمَا وَاللهِ مَما هُوَ بِهَذَا الْجَيْشِ)؛ أي: ما الجيش الذي يُخسف بهم
بهذا الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية إلى مكة لقتال الزبير، كما ظهر أنه لم
يُخسف بهم، والذي أثار هذا الحديث في وقت ابن الزبير أنه عندما طالبه
يزيدا بن معاوية ليبايعه، فرّ من المدينة إلى مكة، واستجار بالبيت، ووافقه على
رأيه جماعة، فجهز يزيد جيشًا من أهل الشام إلى مكة، فتحدّث الناس أن ذلك
الجيش يُخسف بهم، وذكروا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عبد الله بن
صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش، فظهر صدق ما قاله، حيث إن ذلك
الجيش لم يُخسف بهم، والله تعالى أعلم (?).
وقوله: (قَالَ زَيْدٌ)؛ يعني: ابن أبي أُنيسة.
[تنبيه]: رواية عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط هذه لم
أجد من ساقها، فليُنظر، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7216] (2884) - (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَبِثَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَنَامِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ
صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، فَقَالَ: "الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ
الْبَيْتَ (?) بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ"،