قلت (?): وهو كلام من لم يطّلع على طريق شعيب التي نبهت عليها.

وقد جمع الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزديّ جزءًا في الأحاديث

المسلسلة بأربعة من الصحابة، وجملة ما فيه أربعة أحاديث، وجمع ذلك بعده

الحافظ عبد القادر الرُّهاويّ، ثم الحافظ يوسف بن خليل، فزاد عليه قدرها،

وزاد واحدًا خماسيًّا، فصارت تسعة. أحاديث، وأصحها حديث الباب، ثم

حديث عمر في العُمالة. انتهى كلام الحافظ رحمه الله (?)، وهو بحث نفيس جدًّا،

والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية سفيان بن عيينة عن الزهريّ هذه ساقها الترمذيّ رحمه الله في

"جامعه"، فقال:

(2187) - حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ، وأبو بكر بن نافع،

وغير واحد، قالوا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، عن عروة بن الزبير،

عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش،

قالت: استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نومه مُحْمَرًّا وجهه، وهو يقول: "لا إله إلا الله

-يرددها ثلاث مرات- ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم

يأجوج ومأجوج مثل هذه" وعقد عشرًا، قالت زينب: قلت: يا رسول الله،

أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كَثُر الْخَبَث".

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد جَوَّد سفيان هذا

الحديث، هكذا روى الحميديّ، وعليّ ابن المدينيّ، وغير واحد من الحفاظ،

عن سفيان بن عيينة نحو هذا، وقال الحميديّ: قال سفيان بن عيينة: حفظت

من الزهريّ في هذا الحديث أربع نسوة، زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة،

وهما ربيبتا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، زوجي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،

وهكذا رَوَى معمر وغيره هذا الحديث عن الزهريّ، ولم يذكروا فيه: "عن

حبيبة"، وقد روى بعض أصحاب ابن عيينة هذا الحديث عن ابن عيينة، ولم

يذكروا فيه: "عن أم حبيبة". انتهى كلام الترمذيّ رحمه الله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015