جزم وهب وغيره، وقيل: إنهم من التُّرك، قاله الضحاك، وقيل: يأجوج من
الترك، ومأجوج من الديلم، وعن كعب: هم من ولد آدم من غير حواء، وذلك
أن آدم نام، فاحتلم، فامتزجت نطفته بالتراب، فخُلق منها يأجوج ومأجوج،
ورُدّ بأن النبي لا يحتلم، وأجيب عنه بأن المنفيّ أن يرى في المنام أنه يجامع،
فيحتمل أن يكون دَفَق الماء فقط، وهو جائز، كما يجوز أن يبول، والأول
المعتمَد، وإلا فأين كانوا حين الطوفان؟
قال: وجاء في صفتهم ما أخرجه ابن عديّ وابن أبي حاتم، والطبرانيّ
في "الأوسط" وابن مردويه، من حديث حذيفة -رضي الله عنه-، رفعه: "قال: يأجوج أمة،
ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف
ذَكَر من صُلبه، كلهم قد حمل السلاح"، وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار،
عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، والعطار ضعيف جدًّا، ومحمد بن
إسحاق قال ابن عديّ: ليس هو صاحب المغازي، بل هو العكاشيّ، قال:
والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم: منكر.
قال الحافظ: لكن لبعضه شاهد صحيح، أخرجه ابن حبان من حديث ابن
مسعود، رفعه: "إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لِصُلبه ألفًا من
الذرية"، وللنسائيّ من رواية عمرو بن أوس، عن أبيه، رفعه: "إن يأجوج
ومأجوج يجامِعون ما شاؤوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفًا
فصاعدًا"، وأخرج الحاكم، وابن مردويه، من طريق عبد الله بن عمرو: "إن
يأجوخ ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاث أمم، ولن يموت منهم رجل إلا
ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا"، وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح، عن عبد الله بن
سلام مثله، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عمرو: "قال: الجن
والإنس عشرة أجزاء، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس"، ومن
طريق شُريح بن عُبيد، عن كعب: قال: هم ثلاثة أصناف: صنف أجسادهم
كالأَرْز، بفتح الهمزة، وسكون الراء، ثم زاي، هو شجر كبار جدًّا، وصنف