"الفتن": جمع فتنة، قال الراغب الأصفهانيّ رحمه الله: أصل الفَتْن: إدخال
الذهب في النار؛ لتظهر جودته من رداءته، ويُستعمل في إدخال الإنسان النار،
ويطلق على العذاب، كقوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14]، وعلى ما
يحصل عند العذاب، كقوله تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [لتوبة: 49]،
وعلى الاختبار، كقوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، وفيما يُدفع إليه الإنسان من
شدّة، ورخاء، وفي الشدة أظهر معنى، وأكثر استعمالًا، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، ومنه قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [لإسراء:
73]؛ أي: يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أُوحي إليك.
وقال أيضًا: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله، ومن العبد؛
كالبلية، والمصيبة، والقتل، والعذاب، والمعصية، وغيرها من المكروهات،
فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وان كانت من الإنسان بغير أمر الله
فهي مذمومة، فقد ذم الله الإنسان بإيقاع الفتنة، كقوله: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}
[البقرة: 191]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: 10]، وقوله:
{مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162)} [الصافات: 162]، وقوله: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
[القلم: 6]، وكقوله: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ} [المائدة: 49].
وقال غيره: أصل الفتنة: الاختبار، ثم استُعملت فيما أخرجته المحنة
والاختبار إلى المكروه، ثم أُطلقت على كل مكروه، أو آيل إليه، كالكفر،
والإثم، والتحريق، والفضيحة، والفجور، وغير ذلك. انتهى (?).
و"الأشراط": بالفتح: جمع شَرَط بفتحتين، مثلُ سبب وأسباب، وهي