وتلحقها كلمة "ما"، فتدخل على الْجُملة، قاله في "العمدة" (?).
وقوله: (أَشْعَثَ)؛ أي: مُلَبَّد الشعر، مُغبَّر، غير مدهون، ولا مُرَجَّل.
وقوله: (مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ)؛ أي: لا قَدْر له عند الناس، فهم يدفعونه عن
أبوابهم، ويطردونه عنهم؛ احتقارًا له.
وقوله: (لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ")؛ أي: لو حلف على وقوع شيء،
أوقعه الله تعالى إكرامًا له بإجابة سؤاله، وصيانته من الحِنث في يمينه، وهذا
لعظيم منزلته عند الله تعالى، وإن كان حقيرًا عند الناس، وقيل: معنى القَسَم
هنا: الدعاء، وإبراره: إجابته (?).
والحديث من أفراد المصنّف رحمه الله، وتقدم للمصنّف في "البر والصلة
والآداب" برقم [40/ 6659] (2622) وقد استوفيت شرحه، وبيان مسائله
هناك، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7163] (2855) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ:
خَطَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ النَّاقَةَ، وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ: "إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، انْبَعَثَ بِهَا رَجُلٌ (?) عَزِيزٌ، عَارِمٌ، مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ"، ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ،
فَوَعَظَ فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: "إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأتَهُ"، وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: "جَلْدَ
الأَمَةِ"، وَفي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: "جَلْدَ الْعَبْدِ، وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ"، ثُمَّ
وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ، فَقَالَ: "إِلَامَ يَضْحَكُ أَحَدُكمْ مِمَّا يَفْعَلُ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: عبد الله بن نُمير الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم قبل بابين.
2 - (هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ) بن الزبير بن العوّام الأسديّ المدنيّ، ثقةٌ فقيهٌ، ربّما دلّس
[5] (ت 5 أو 146) وله سبع وثمانون سنةً (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ 1 ص 350.