مسند أبي سعيد - رضي الله عنه -، وأنه مرفوع؛ لأن جُلَّ الرواة عليه، وهو الذي ارتضاه
مسلم، حيث أخرجه هنا، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية):
أخرجه (المصنّف) هنا [14/ 7153 و 7154] (2849)، و (البخاريّ) في
"التفسير" (4730)، و (الترمذيّ) في "صفة الجنّة" (2558 و 3156)، و (النسائيّ)
في "الكبرى" (6/ 393) 4 و (أحمد) في "مسنده" (2/ 423 و 3/ 9)، و (هنّاد بن
السريّ) في "الزهد" (213)، و (الآجريّ) في "الشريعة" (ص 401)، و (ابن
جرير) في "التفسير" (16/ 87 - 88)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (1175)،
و(عبد بن حميد) في "مسنده" (1/ 286)، و (أبو نعيم) في "صفة الجنّة"
(106)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (1/ 350)، و (ابن عساكر) في "تاريخ
دمشق" (5/ 103)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان دوام سرور أهل الجنّة، ودوام حزن أهل النار، حيث
يُذبح الموت، ويقال لهم: "خلود بلا موت".
2 - (ومنها): بيان أن الموت يُصوّر بصورة كبش أملح، ثم يُذبح، وكلّ
ذلك على ظاهره، ولا يُنكره من له غوص في معرفة نصوص الكتاب والسُّنَّة،
وأما إنكار بعضهم له، أو استشكال الآخرين فلقصور أفهامهم.
قال القاضي أبو بكر ابن العربيّ: استُشكل هذا الحديث؛ لكونه يخالف
صريح العقل؛ لأن الموت عَرَض، والعرض لا ينقلب جسماً، فكيف يُذبح؟
فأنكرت طائفة صحة هذا الحديث، ودفعته، وتأولته طائفة، فقالوا: هذا تمثيلٌ،
ولا ذبح هناك حقيقةً، وقالت طائفة: بل الذبح على حقيقته، والمذبوح متولي
الموت، وكلهم يعرفه؛ لأنه الذي تولى قبض أرواحهم.
قال الحافظ: وارتضى هذا بعض المتأخرين، وحَمَل قوله: "هو الموت
الذي وُكِّل بنا" على أن المراد به: ملك الموت؛ لأنه هو الذي وُكِّل بهم في
الدنيا، كما قال تعالى في "سورة ألم السجدة". واستشهد له من حيث المعنى بأن
ملك الموت لو استمرّ حيّاً، لنَغَّص عيش أهل الجنة، وأيده بقوله في حديث
الباب: "فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم".