المشرق والمغرب في الاستضاءة مع البعد، ومن رواه "الغائر" من الغور لم

يصحّ؛ لأن الإشراق يفوت إلا إن قَدَر المشرف على الغور، والمعنى: إذا كان

طالعًا في الأفق من المشرق، وغائرًا في المغرب، وفائدة ذكر المشرق

والمغرب بيان الرفعة، وشدة البعد، واستُدل به على تفاوت درجات أهل

الجنة، وقد قُسِموا في "سورة الواقعة" إلى السابقين، وأصحاب اليمين، فالقسم

الأول هم من ذُكر في قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآية

[النساء: 69]، ومَن عداهم أصحاب اليمين، وكل من الصنفين متفاوتون في

الدرجات، وفيه تعقب على من خص المقربين بالأنبياء والشهداء؛ لقوله في

آخر الحديث: رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين، قاله في "الفتح" (?).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن سعد الساعديّ، وأبي سعيد

الخدريّ -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجهما:

أخرجهما (المصنّف) هنا [4/ 7114 و 7115] (2830)، و (البخاريّ) في

"بدء الخلق" (3256) و"الرقاق" (6555)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 340)،

و(الدارميّ) في "سننه" (2/ 336) , و (ابن حبّان) في "صحيحه" (209

و7392)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (18/ 808)، و (ابن أبي داود) في "البعث"

(249) , و (الرويانيّ) في "مسنده" (2/ 196) (?)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:

[7115] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا

وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، بِالإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا، نَحْوَ حَدِيثِ يَعْقُوبَ).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد نفسه تقدّم قبل باب، فلا حاجة إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015