[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وهو
(434) من رباعيّات الكتاب، وأنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فبغلانيّ،
وقد دخل المدينة للأخذ عن أهلها، وفيه سهل -رضي الله عنه- آخر من مات بالمدينة على
بعض الأقوال.
شرح الحديث:
(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الساعديّ -رضي الله عنهما-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ
الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ)؛ أي: ينظرون، واللام فيه للتأكيد. (الْغُرْفَةَ) وفي الرواية
التالية: "أهل الغُرف" بضم الغين المعجمة، وفتح الراء: جمع غرفة، (فِي
الْجَنَّةِ) متعلّق بـ"يتراءون"، (كَمَا تَرَاءَوْنَ) أصله: تتراءون، فحُذفت منه إحدى
التاءين؛ تخفيفًا، كما في قوله تعالى: {نَارًا تَلَظَّى} [الليل: 14]، و {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ} [القدر: 4 ٍ، قال في "الخلاصة":
وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصرْ ... فِيهِ عَلَى تَا كَـ"تَبَيَّنُ الْعِبَرْ"
(الْكَوْكَبَ) منصوب على المفعوليّة، (فِي السَّمَاءِ") متعلّق بحال مقدّر؛
أي: حال كونه كائنًا في السماء. (قَالَ) أبو حازم: (فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ) الحديث
(النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ) الزُّرَقيّ (فَقَالَ) النعمان: (سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ)
سعد بن مالك بن سنان الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما- (يَقُولُ: كَمَا تَرَاءَوْنَ
الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ)؛ أي: الشديد الإنارة، فكأنه نُسب إلى الدُّرِّ؛ تشبيهًا بصفائه،
وقال الفراء: الكوكب الدريّ عند العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أحد
الكواكب الخمسة السيارة، قاله ابن الأثير (?).
وقال النوويّ: الكوكب الدريّ فيه ثلاث لغات، قُرئ بهنّ في السبع،
الأكثرون دُرّيّ، بضم الدال، وتشديد الياء، بلا همز، والثانية: بضمّ الدال،
مهموزًا، ممدودًا، والثالثة: بكسر الدال، مهموزًا ممدودًا، وهو الكوكب
العظيم، قيل: سُمّي دُرّيًا؛ لبياضه كالدرّ، وقيل: لإضاءته، وقيل: لِشَبَهه بالدرّ
في كونه أرفع من باقي النجوم؛ كالدرّ أرفع الجواهر. انتهى (?).