و (النسائيّ) في "النعوت والأسماء" (1/ 367)، و (ابن المبارك) في "الزهد"
(430)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 88)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7440)،
و(ابن منده) في "الإيمان" (820)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (6/ 342)،
و(البيهقيّ) في "البعث" (445)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (4394)، والله
تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان أن النعيم الذي حصل لأهل الجنة لا مزيد عليه.
2 - (ومنها): أن فيه إثباتَ كلام الله تعالى، ونداءه لأهل الجنة بقرينة
جوابهم بـ"لبيك، وسعديك"، والمراجعة بقوله: "هل رضيتم؟ " وقولهم: "وما
لنا لا نرضى"، وقوله: "أَلَا أعطيكم أفضل"، وقولهم: "يا ربنا وأيّ شيء
أفضل؟ " وقوله: "أحلّ عليكم رضواني"، فإن ذلك كله يدلّ على أنه سبحانه وتعالى هو
الذي كلّمهم بكلامه بلغة العرب، والنظر في كيفيته ممنوع، بل نؤمن به كما
أخبرنا الله عز وجل، وننزه الله تعالى عن التشبيه بخلقه، وبالله التوفيق.
3 - (ومنها): ما قاله الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة رحمه اللهُ (?): في هذا
الحديث جواز إضافة المنزل لساكنه، وإن لم يكن في الأصل له، فإن الجنة
مُلك الله عز وجل، وقد أضافها لساكنها بقوله: "يا أهل الجنة". قال: والحكمة في
ذكر دوام رضاه بعد الاستقرار: أنه لو أخبر به قبل الاستقرار لكان خبرًا من
باب علم اليقين، فأخبر به بعد الاستقرار؛ ليكون من باب عين اليقين، وإليه
الإشارة بقوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].
4 - (ومنها): ما قاله أيضًا: إنه يستفاد من هذا الحديث أنه لا ينبغي أن
يخاطب أحد بشيء حتى يكون عنده ما يستدلّ به عليه، ولو على بعضه، وكذا
ينبغي للمرء أن لا يأخذ من الأمور إلا قَدْر ما يحمله.
5 - (ومنها): الأدب في السؤال؛ لقولهم: "وأيّ شيء أفضل من ذلك؟ "؛
لأنهم لم يعلموا شيئًا أفضل مما هم فيه، فاستفهموا عما لا عِلم لهم به.
6 - (ومنها): بيان أن الخير كله، والفضل، والاغتباط إنما هو في