المدانيّ، ثقةٌ عالمٌ، وكان يرسل [3] (136) (ع) تقدم في "الإيمان" 36/ 250.

4 - (عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ) الهلاليّ، أبو محمد المدنيّ، مولى ميمونة -رضي الله عنها-، ثقةٌ

فاضلٌ صاحب مواعظ وعبادة، من صغار [2] مات سنة أربع وتسعين، وقيل:

بعد ذلك (ع) تقدم في "الإيمان" 26/ 213.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبله.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وله فيه

إسنادان فرّق بينهما بالتحويل، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من مالك، وفيه رواية تابعيّ

عن تابعيّ، وفيه أبو سعيد -رضي الله عنه- من المكثرين السبعة، روى (1170) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) -رضي الله عنه-؛ (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَقُولُ لأَهْلِ

الْجَنَّةِ) وفي رواية عند الإسماعيليّ: "يَطّلع الله على أهل الجنة، فيقول"، (يَا

أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا، وَسَعْدَيْكَ) قال العلماء: معناه: نحن مقيمون

على طاعتك إقامة بعد إقامة، يقال: لَبّ بالمكان لَبًّا، وألبّ إلبابًا؛ أي: أقام

به، وأصل لبيك: لبين، حُذفت النون للإضافة، و"سعديك" قال الأزهريِّ

وغيره: معناه: مساعدةً لأمرك بعد مساعدة، ومتابعةً لدينك بعد متابعة (?).

(وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ) فيه إثبات اليدين لله سبحانه وتعالى على ظاهره، مع تنزيهه عن

مشابهة الخلق، ولم يذكر الشرّ؛ لأن الأدب عدم نسبته إليه صريحًا، بل جاء

صريحًا: "والشرّ ليس إليك". (فَيَقُولُ) سبحانه وتعالى لهم: (هَلْ رَضِيتُمْ؟ ) بما صرتم إليه

من النعيم المقيم، (فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا)؛ أي: أيُّ شيء (لَا نَرْضَى يَا رَبِّ) جملة

"لا نرضى" حال من الضمير في الظرف، والاستفهام لتقرير رضاه، (وَقَدْ

أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ)؛ يعنون: الذين لم يدخلهم الجنة، وفي

رواية: "وهل شيء أفضل مما أعطيتنا"، (فَيَقُولُ: أَلَا) بالتخفيف أداة تحضيض،

(أُعْطِيكُمْ) بضمّ الهمزة، (أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ ) الذي أنتم فيه من النعيم،

(فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ) إنما قال: "يا رب" في الموضعين، ولم يقل: "يا ربنا" مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015