رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) الكوفيّ، تقدّم قريبًا.
2 - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (جَرِيرُ) بن عبد الحميد، تقدّم أيضًا قريبًا.
4 - (الأَعْمَشُ) سليمان بن مِهْران، تقدّم أيضًا قريبًا.
5 - (أَبُو سُفْيَانَ) طلحة بن نافع الواسطيّ الإسكاف، نزيل مكة، صدوقٌ
[4] (ع) تقدم في "الإيمان" 4/ 117.
6 - (جَابِرُ) بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريّ، ثم السَّلَمي
-بفتحتين- الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما-، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة
بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنةً (ع)، تقدم في "الإيمان" 4/ 117.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خماسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وله فيه
شيخان قرن بينهما؛ لِمَا أسلفته غير مرّة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه
جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرٍ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ)
يَحْتَمل الجنس، والأظهر أن المراد به: إبليس رئيسهم. (قَدْ أَيِسَ)؛ أي: صار
قانطًا، قال المجد رحمه الله: أَيِسَ منه؛ كسمع إياسًا: قَنِطَ. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ رحمه اللهُ: أَيِسَ أَيَسًا، من باب تَعِبَ، وكسرُ المضارع لغةٌ،
واسم الفاعل: أَيِسٌ، على فَعِلٍ، وفاعلٍ، وبعضهم يقول: هو مقلوب يَئِسَ.
انتهى (?).
(أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ)، أي: مِن أن يعبده المصلون؛ أي: المؤمنون،
قيل: المراد بعبادة الشيطان: عبادة الصنم؛ لأنه الآمر به، والداعي إليه، بدليل
قوله: {يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم: 44] إذ المراد: الأصنام، والمراد
بالمصلين: المؤمنون، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "نُهيتُ عن قتل المصلين"، سُمُّوا