أعاده إلى داود، وسليمان، وهما اثنان، وغير ذلك من الأدلة التي أوردتها في
"التحفة المرضيّة" و"شرحها"، فتنبّه.
[تنبيه]: رواية سيف بن سليمان عن مجاهد هذه لم أجد من ساقها،
فليُنظر، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7076] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، تَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ:
"أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شِبْهِ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ، لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا"، قَالَ إِبْرَاهِيمُ:
لَعَلَّ مُسْلِمًا قَالَ: وَتُؤْتِي أُكُلَهَا، وَكَذَا وَجَدْتُ عِنْدَ غَيْرِي أَيْضًا: وَلَا تُؤْتِي أُكُلَهَا
كُلَّ حِينٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَا
يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ، كَذَا وَكَذَا).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَبُو أُسَامَةَ) حمّاد بن أسامة الكوفيّ، تقدّم قبل خمسة أبواب.
2 - (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) الْعُمريّ المدنيّ الفقيه، تقدّم قريبًا.
3 - (نَافِعٌ) مولى ابن عمر المدنيّ الفقيه، تقدّم أيضًا قريبًا.
والباقيان ذُكرا في الباب.
وقوله: (شِبْهِ) بفتحتين، أو بكسر، فسكون، وهو غير منوّن؛ لكونه مضافًا
إلى "المسلم" مقدّرًا، بدليل المعطوف، وهذا كقولهم: "قطع الله يدَ ورجلَ من
قالها"؛ أي: يد من قالها، ومنه قول الشاعر [من الطويل]:
سَقَى الأَرَضِينَ الْغَيْثُ سَهْلَ وَحَزْنَهَا ... فِنِيطَتْ غرَى الآمَالِ بِالزَّرْعِ وَالضَّرْعِ
وإلى هذا أشار ابن مالك ـرحمه الله في "الخلاصة" حيث قال:
وَيُحْذَفُ الثَّانِي فَيَبْقَى الأَوَّلُ ... كَحَالِهِ إِذَا بِهِ يَتَّصِلُ
بِشَرْطِ عَطْفٍ وَإِضَافَةٍ إِلَى ... مِثْلِ الَّذِي لَهُ أَضَفْتَ الأَوَّلَا
وقوله: (أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ) الكاف اسم بمعنى "مثل"، معطوف على
"شبه".