وانتصاب "شجرةً" على أنه اسم "إنّ" مؤخّراً، وخبرها: "من الشجرة".

قال في "العمدة": وقوله: "إن من الشجر شجرةً" مُخَرّج على خلاف

مقتضى الظاهر؛ لأن المخاطَبين فيه كانوا مستشرفين، كاستشراف الطالب

المتردد، فلذلك حَسُن تأكيده بـ "أنّ"، وصَوْغه بالجملة الاسمية. انتهى (?).

[فائدة]: قال المجد -رَحِمَهُ اللهُ-: الشَّجَرُ، والشِّجَرُ، والشَّجْراءُ؛ كجَبَلٍ،

وعِنَبٍ، وصَحْراءَ، والشِّيَرُ بالياءِ، كعِنَب، من النباتِ: ما قامَ على ساقٍ، أو ما

سَما بنَفْسِه، دَقَّ، أو جَلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ، أو عَجَزَ عنه، الواحِدةُ: بِهاءٍ.

انتهى (?).

وقال الصغانيّ في "العباب": الشجر، والشجرة: ما كان على ساق من

نبات الأرض، وقال الدِّينوريّ: من العرب من يقول: شَجَرةٌ، وشِجَرة، فيكسر

الشين، ويفتح الجيم، وهي لغة لبني سليم، وأرض شجراء كثيرة الأشجار، ولا

يقال: وادٍ شجر، وواحد الشجراء شجرة، ولم يأت على هذا المثال إلا أحرف

يسيرة، وهي شجرة وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء، وحلفة وحلفاء،

وقال سيبوبه: الشجراء واحد وجمع، وكذلك القصباء، والطرفاء، والحلفاء،

وقال الزمخشريّ: الشِّجرة بكسر الشين، والشّيَرة بكسر الشين، وبالياء، وعن

أبي عمرو أنه كرهها، وقال: يقرأ بها برابر مكة، وسودانها. انتهى (?).

وقوله: (لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا) صفة سلبية تبيّن أن موصوفها مختص بها دون

غيره، (وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ) بكسر ميم "مثل" وإسكان الثاء، أو بفتحتين، قال في

"الفمْح": كذا في رواية أبي ذر بكسر ميم "مثل"، وإسكان المثلثة، وفي رواية

الأصيليّ، وكريمة بفتحهما، وهما بمعنًى، قال الجوهريّ: مِثْلُه، ومَثَله: كلمة

تسوية، كما يقال: شِبْهه وشَبَهه بمعنًى، قال: والْمَثَل بالتحريك أيضاً: ما

يُضرب من الأمثال. انتهى.

ووجه الشبه بين النخلة والمسلم من جهة عدم سقوط الورق: ما رواه

الحارث بن أبي أُسامة في هذا الحديث، من وجه آخر، عن ابن عمر، ولفظه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015