وقال في "اللسان" (?): قال الأزهريّ: الإجذاء في هذا الحديث لازم،

يقال: أجذى الشيءُ يُجذي، وجذا يجذو جَذْواً: إذا انتصب، واستقام،

واجْذَوْذَى اجذيذاء مثله، والْمُجْذَوْذِي الذي يلازم الرحل والمنزل، لا يفارقه،

وأنشد لأبي الغريب النصريّ:

أَلَسْتَ بِمجْذُوذٍ عَلَى الرَّحْلِ دَائِبٍ ... فَمَا لَكَ إِلَّا مَا رُزِقْتَ نَصِيبُ

(لَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ) قال النوويّ: وأما "تميلها"، و"تفيئها" فمعنى واحد،

ومعناه: تقلبها الريح يميناً وشمالاً (?). (حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا) بجيم، وعين

مهملة، ثم فاء؛ أي: انقلاعها، تقول: جعفته فانجعف، مثل قَلَعته فانقلع،

ونقل ابن التين عن الداوديّ أن معناه: انكسارها من وسطها، أو أسفلها. (مَرَّةً

وَاحِدَةً") قال النوويّ: قال العلماء: معنى الحديث: أن المؤمن كثير الآلام في

بدنه، أو أهله، أو ماله، وذلك مكفِّر لسيئاته، ورافع لدرجاته، وأما الكافر

فقليلها، وإن وقع به شيء لم يكفِّر شيئاً من سيئاته، بل يأتي بها يوم القيامة

كاملة. انتهى (?).

وقال المهلَّب: معنى الحديث: أن المؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له،

فإن وقع له خير فَرِح به وشَكَر، وإن وقع له مكروه صبر، ورجا فيه الخير

والأجر، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكراً، والكافر لا يتفقده الله باختياره، بل

يحصل له التيسير في الدنيا؛ ليتعسر عليه الحال في المعاد، حتى إذا أراد الله

إهلاكه قصمه، فيكون موته أشدّ عذاباً عليه، وأكثر أَلَماً في خروج نفسه.

وقال غيره: المعنى: أن المؤمن يتلقى الأعراض الواقعة عليه؛ لِضَعف

حظه من الدنيا، فهو كأوائل الزرع شديد الميلان؛ لِضَعف ساقه، والكافر

بخلاف ذلك، وهذا في الغالب من حال الاثنين (?)، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015