الزرع إلى جهة اليمين، أو الشمال. (وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ) من أنواع
المشقة، من الخوف، والجوع، والمرض، وغيرها. (وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ)؛ أي:
الحقيقيّ، أو الحكميّ، (كمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هي بفتح
الهمزة، وراء ساكنة، ثم زاي، هذا هو المشهور في ضبطها، وهو المعروف
في الروايات، وكُتُب الغريب، وذكر الجوهريّ، وصاحب "نهاية الغريب" أنها
تقال أيضاً بفتح الراء، قال في "النهاية": وقال بعضهم: هي الآرزة بالمدّ،
وكسر الراء، على وزن فاعلة، وأنكرها أبو عبيد، وقد قال أهل اللغة: الآرزة
بالمدّ هي الثابتة، وهذا المعنى صحيح هنا، فإنكار أبي عبيد محمول على إنكار
روايتها كذلك، لا إنكار لصحة معناها، قال أهل اللغة، والغريب: شجر
معروف، يقال له: الأرزن، يشبه شجر الصنوبر، بفتح الصاد، يكون بالشام،
وبلاد الأرمن، وقيل: هو الصنوبر. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله "كالأرزة" بفتح الهمزة، وقيل: بكسرها، وسكون
الراء، بعدها زاي، كذا للأكثر، وقال أبو عبيدة: هو بوزن فاعلة، وهي الثابتة
في الأرض، وردّه أبو عبيد بأن الرواة اتفقوا على عدم المدّ، وإنما اختلفوا في
سكون الراء، وتحريكها، والأكثر على السكون، وقال أبو حنيفة الدّينَوَريّ:
الرأء ساكنة، وليس هو من نبات أرض العرب، ولا ينبت في السباخ، بل يطول
طولاً شديداً، ويغلُظ، قال: وأخبرني الخبير أنه ذَكَرُ الصنوبر، وأنه لا يَحمل
شيئاً، وإنما يُستخرج من أعجازه وعروقه الزفت، وقال ابن سِيدَه: الأرز:
الْعَرْعَر، وقيل: شجر بالشام، يقال لثمره: الصنوبر، وقال الخطابيّ: الأرزة
مفتوحة الراء، واحدة الأرز، وهو شجر الصنوبر فيما يقال، وقال القزاز: قاله
قوم بالتحريك، وقالوا: هو شجر معتدل صَلْبٌ، لا يحركه هبوب الريح، ويقال
له: الأرزن. انتهى (?).
وقال في "القاموس": الأرزن، ويُضم: شجر الصنوبر؛ كالأرزة، أو
العرعر، وبالتحريك: شجر الأرزن، وهو شجر صلب. انتهى (?).