أخرجه (المصنّف) هنا [11/ 7045 و 7046 و 7047] (2850)،
و(البخاريّ) في "المناقب" (3636 و 3869 و 3871) و"التفسير" (4864
و4865)، و (الترمذيّ) في "التفسير" (3285 و 2387)، و (النسائيّ) في
"الكئرى" (6/ 476)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1/ 38)، و (أحمد) في
"مسنده" (1/ 377 و 47 4)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (4968)، و (البزّار) في
"مسنده" (5/ 202 و 203)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (9996)، و (الطبريّ) في
"التفسير" (27/ 85)، و (الشا شيّ) في "مسنده" (1/ 402)، و (البيهقيّ) في
"الدلائل" (2/ 265 - 266)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في ذكر ما قاله أهل العلم في حادثة انشقاق القمر:
قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: انشقاق القمر من أمهات معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم -،
وقد رواها عدّة من الصحابة - رضي الله عنهم -، مع ظاهر الآية الكريمة، وسياقها، قال
الزجاج: وقد أنكرها بعض المبتدعة المضاهين لمخالفي الملة، وذلك لمّا
أعمى الله قلبه، ولا إنكار للعقل فيها؛ لأن القمر مخلوق لله تعالى، يفعل فيه
ما يشاء، كما يفنيه، ويُكَوِّره في آخر أمره.
وأما قول بعض الملاحدة: لو وقع هذا لنُقل متواتراً، واشترك أهل
الأرض كلهم في معرفته، ولم يختص بها أهل مكة. فأجاب العلماء بأن هذا
الانشقاق حصل في الليل، ومعظم الناس نيام غافلون، والأبواب مغلقة، وهم
متغطون بثيابهم، فقلّ من يتفكر في السماء، أو ينظر إليها إلا الشاذّ النادر.
ومما هو مشاهد معتاد أن كسوف القمر وغيره من العجائب، والأنوار
الطوالع، والشهب العظام، وغير ذلك مما يحدث في السماء في الليل، يقع ولا
يتحدث بها إلا الآحاد، ولا علم عند غيرهم؛ لِمَا ذكرناه، وكان هذا الانشقاق
آية حصلت في الليل لقوم سألوها، واقترحوا رؤيتها، فلم يتنبه غيرهم لها.
قالوا: وقد يكون القمر كان حينئذ في بعض المجاري والمنازل التى تظهر
لبعض الآفاق دون بعض، كما يكون ظاهراً لقوم غائباً عن قوم، كما يجد
الكسوف أهل بلد دون بلد، والله أعلم. انتهى (?).