والعلامات، ويقال: هو من آثار جهنم يوم القيامة، ولا يمتنع إذا ظهرت تلك
العلامات أن يقولوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}.
وقوله: واللزام اختُلف فيه، فذكر ابن أبي حاتم في "تفسيره" أنه القتل
الذي أصابهم ببدر، روي ذلك عن ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، ومحمد بن
كعب، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، قال القرطبيّ: فعلى هذا تكون البطشة
واللزام واحداً، وعن الحسن: اللزام يوم القيامة، وعنه: أنه الموت، وقيل:
يكون ذنبكم عذاباً لازماً لكم، وفي "المحكم": اللزام: الحساب، وفي
"الصحيح": عن مسروق، عن عبد الله قال: خمس قد مضين: الدخان،
واللزام، والروم، والبطشة، والقمر. انتهى.
وقوله: (فَقَالَ)؛ أي: النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ("الِمُضَرَ؟ )؛ أي: أتسألني أن أستغفر
لمضر، مع ما هم عليه من معصية الله، والإشراك به؟ .
وقال في "الفتح": قوله: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لمضر؟ إنك لجريء"؛
أي: أتأمرني أن أستسقي لمضر، مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به،
ووقع في "شرح الكرمانيّ " قوله: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمضر"؛ أي: لأبي
سفيان، فإنه كان كبيرهم في ذلك الوقت، وهو كان الآتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المستدعي منه الاستسقاء، تقول العرب: قتلت قريشٌ فلاناً، ويريدون شخصاً
منهم، وكذا يضيفون الأمر إلى القبيلة، والأمر في الواقع مضاف إلى واحد
منهم. انتهى (?).
قال الحافظ: وجَعْله اللام متعلقة بـ "قال" غريب، وإنما هي متعلقة
بالمحذوف، كما قررته أوّلاً. انتهى.
وقوله: (إِنَّكَ لَجَرِيءٌ")؛ أي: صاحب جراءة، والإقدام على ما لا ينبغي
لك، قال الأبيّ: هذا على وجه التقرير، والتعريف بكفرهم، واستعظام ما سأل
لهم؛ أي: فكيف يُستغفر، أو يُستسقى لهم، وهم عدوّ الدين؟ قال: ويصحّ هذا
عندي على ما ذكر مسلم من لفظ "استغفِرْ"؛ لأن الإنكار إنما للاستغفار الذي