قالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تَخْلُفونا فيها، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اخسؤوا فيها،

والله لا نخلفكم فيها أبداً"، ثم قال: "هل أنتم صادقيّ عن شيء، إن سألتكم

عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: "هل جعلتم في هذه الشاة سمّاً؟ "

قالوا: نعم، قال: "ما حملكم على ذلك؟ " قالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريح،

وإن كنت نبيّاً لم يضرّك، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:

[7032] (2793) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ

الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ

تَابَعَنِي عَشْرةٌ مِنَ الْيَهُودِ، لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ").

رجال هذا الاسناد: خمسة:

1 - (مُحًمَّدُ) بن سيرين الأنصاريّ، أبو بكر بن أبي عمرة البصريّ، ثقةٌ

ثبتٌ عابدٌ. كبير القَدْر، كان لا يرى الرواية بالمعنى [3] (ت 110) (ع) تقدّم في

"شرح المقدّمة" جـ 1 ص 308.

وارباقون تقدّموا في الباب الماضي، وقبل بابين، و"قرّة" هو: ابن خالد

السَّدُوسيّ.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأنه

مسلسل بالبصريين، سوى الصحابيّ، فمدنيّ، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من

روى الحديث في عصره.

شرح الحديث:

(عَنْ أَيِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ تَابَعَنِي) ولفظ

البخاريّ: "لو آمن بي"، (عَشْرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ) قال صاحب "التحرير": عشرة من

أحبارهم (?). (لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا)؛ أي: على ظهر الأرض، ويَحْتَمل أن يكون

المراد: ظهر المدينة، لكنه بعيد، والأول هو الظاهر، والله تعالى أعلم.

(يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ") وفي رواية الإسماعيليّ: "لم يبق يهوديّ إلا أسلم"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015