يد المتناول. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ رحمه الله: وأجبرته على كذا بالألف: حَمَلته عليه قهرًا وغلبةً،
فهو مُجْبَرٌ، هذه لغة عامّة العرب، وفي لغة لبني تميم، وكثير من أهل الحجاز
يَتَكَلَّم بها جَبَرْتُهُ جَبْرًا، من باب قتل، وجُبُورًا، حكاه الأزهريّ، ولفظه: وهي
لغة معروفةٌ، ولفظ ابن القَطّاع: وجبرتك لغة بني تميم، وحكاها جماعة أيضًا،
ثم قال الأزهريّ: فجبرته وأجبرته لغتان جيّدتان، وقال ابن دُريد في باب ما
اتَّفَقَ عليه أبو زيد وأبو عبيدة، مما تكلّمت به العرب، من فَعَلْتُ وأفعلتُ:
جبرتُ الرجلَ على الشيء، وأجبرته، وقال الخطابيّ: الجبّار الذي جبر خلقه
على ما أراد من أمره ونهيه، يقال: جبره السلطان، وأجبره، بمعنًى، ورأيت
في بعض التفاسير عند قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] أن الثلاثيّ
لغةٌ حكاها الفرّاءُ وغيره، واستشْهَد لصحّتها بما معناه: أنه لا يُبنى فَعّالٌ إلا من
فِعْل ثلاثيّ، نحو الفتّاح، والعلّام، ولم يجئ من أفعل بالألف إلا دَرّاكٌ، فإن
حُمل جَبّارٌ على هذا المعنى، فهو وجه، قال الفرّاء: وقد سمعتُ العرب تقول:
جبرته على الأمر، وأجبرته، وإذا ثبت ذلك فلا يُعَوَّل على قول من ضعّفها.
انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما سبق أن "الْجَبّار" لغة فصيحة؛
لصحّة ثلاثيّها، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ )؛ أي: الذين كانوا يتسلّطون على العباد، ويتجبّرون
عليهم في الدنيا ظلمًا وعدوانًا، (أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ)
فيه إثبات الشمال لله تعالى على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى (ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ
الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ") زاد في الرواية التالية: "حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ،
يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيءٍ مِنْهُ"؛ أي: من أسفله إلى أعلاه؛ لأن بحركة الأسفل
يتحرك الأعلى، وَيحْتَمل أنّ تحركه بحركة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بهذه الإشارة، قاله
النووي، وقال القاضي عياض: ويَحْتمل أن يكون بنفسه هيبةً لِسَمْعه، كما حَنّ
الجذع، ثم قال: والله أعلم بمراد نبيّه -صلى الله عليه وسلم- فيما ورد في هذه الأحاديث من