مضارع تبع، وزان تعِب، ويَحْتَمِل أن يكون بتشديد الثانية، مضارع اتّبعت من

باب الافتعال؛ أي: لا تعلم؛ أيّ الغنمين تتبع؛ لأنها غريبة، ليست منهما،

فكذا المنافق لا يستقرّ بالمسلمين، ولا بالكافرين، بل يقول لكل منهم: أنا

منكم، قال الطيبيّ: شبَّه تردده بين المؤمنين والكافرين تبعًا لهواه، وقصدًا

لأغراضه الفاسدة، كتردد الشاة الطالبة للفحل، فلا تستقر على حال، ولذلك

وُصفوا في التنزيل: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء:

143] (?)، قال المفسرون: {مُذَبْذَبِينَ}؛ يعني: أن المنافقين متحيرون بين

الإيمان والكفر، فلا هم مع المؤمنين ظاهرًا وباطنًا، ولا هم مع الكفار ظاهرًا

وباطنًا، بل ظواهرهم مع المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه

الشكّ، فتارةً يميل إلى هؤلاء، وتارةً يميل إلى هؤلاء (?)، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 7017 و 7018] (2784)، و (النسائيّ) في

"المجتبى" (5039) وفي "الكبرى" (6/ 538)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 32

و47 و 82 و 102 و 142)، و (الدارميّ) في "سننه" (320)، و (القضاعيّ) في

"مسند الشهاب" (2/ 285)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (6/ 341)،

و(الرامَهُرْمُزيّ) في "الأمثال" (1/ 83)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[7018] ( ... ) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي: ابْنَ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ- عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-

بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "تَكِرُّ فِي هَذِهِ مَرَّةً، وَفِي هَذِهِ مَرَّةً").

طور بواسطة نورين ميديا © 2015