(3617) - حدّثنا أبو معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن

أنس -رضي الله عنه- قال: كان رجل نصرانيّا، فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب

للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فعاد نصرانيًّا فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله،

فدفنوه، فأصبح، وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد وأصحابه لَمّا هرب

منهم، نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح، وقد لَفَظَته

الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد، وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لمّا هرب منهم،

فألقوه، فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لَفَظَته

الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. انتهى (?).

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 7014] (2781)، و (البخاريّ) في "المناقب"

(3617)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 222 و 245)، و (عبد بن حميد) في

"مسنده" (1278 و 1280)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (7/ 22)، والله تعالى

أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان معجزة ظاهرة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث أظهر الله سبحانه وتعالى على هذا

المرتدّ عن دينه هذه الخارقة الباهرة؛ ليكون نكالًا وعظة لمن بعده، قال في

"العمدة": ظهرت معجزة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في لَفْظ الأرض إياه مرات؛ لأنه لمّا ارتدّ

عاقبه الله تعالى بذلك؛ لتقوم الحجة على من يراه، ويدلّ على صدق نبوّة

النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (?).

2 - (ومنها): بيان أن الهداية بيد الله تعالى، فالمهديّ من هداه الله،

وليست الآيات والبراهين كافية إلا أن يشاء الله تعالى، فإن هذا الرجل قد

شاهد من الآيات، وكَتَب الوحي، واطلع على محاسن الإسلام كلّها، ومعِ

ذلك أعرض؛ لأنه سبحانه وتعالى لم يُرِد أن يهديه للإسلام، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ

لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ

عَظِيمٌ} [المائدة: 41]، اللَّهُمَّ اهدنا فيمن هديت آمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015