وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ
يَفْعَلُوا}، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسِ: سَأَلَهُمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ شَيْءٍ، فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرُوهُ
بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ،
وَفَرِحُوا بِمَا أَتوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن مروان البغداديّ، أبو موسى الْحَمّال البزاز،
ثقةٌ [10] (ت 243) وقد ناهز الثمانين (م 4) تقدم في "الإيمان" 64/ 361.
2 - (حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ) الْمِصِّيصيّ الأعور، أبو محمد، ترمذيّ الأصل،
نزَل بغداد، ثم الْمِصِّيصة، ثقةٌ ثبتٌ، لكنه اختلط في آخر عمره لَمّا قَدِم بغداد
قبل موته [9] مات ببغداد سنة (206) (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 94.
3 - (ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة- بالتصغير-
ابن عبد الله بن جُدْعان، يقال: اسم أبي مليكة زُهير التيميّ المدنيّ، أدرك
ثلاثين من الصحابة، ثقةٌ فقيهٌ [3] (ت 117) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 22.
4 - (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) الزهريّ المدنيّ، ثقةٌ [3] (?) مات
سنة خمس ومائة على الصحيح، وقيل: إن روايته عن عمر مرسلة (ع) تقدم في
"الإيمان" 26/ 213.
5 - (ابْنُ عَبَّاسٍ) هو: عبد الله البحر الحبر، وُلد قبل الهجرة بثلاث
سنين، ومات سنة ثمان وستين بالطائف -رضي الله عنه- (ع) تقدم في "الإيمان" 6/ 124.
والباقيان ذُكرا في الباب، وابن جُريج هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن
جُريج.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه الله، وأن
فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وأن صحابيّه ذو مناقب جمّة، فهو ابن عمّ
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعا له -صلى الله عليه وسلم- بالفهم في القرآن، فكان يُسَمَّى البحر، والحبر؛
لسعة علمه، وقال عمر -رضي الله عنه-: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحدٌ،
وهو أحد المكثرين السبعة، والعبادلة الأربعة، ومن فقهاء الصحابة -رضي الله عنهم-.