2 - (غُنْدَرٌ) محمد بن جعفر، ربيب شعبة البصريّ، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب، و"يحيى بن سعيد" هو: القطّان.
وقوله: (كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ)؛ يعني: أن كلًّا من يحيى بن سعيد القطّان،
ومحمد بن جعفر غُندر رويا هذا الحديث عن شعبة بإسناده الماضي، نحو
حديث معاذ بن معاذ المذكور.
[تنبيه]: أما رواية يحيى بن سعيد القطّان عن شعبة، فلم أجد من ساقها،
فليُنظَر، والله تعالى أعلم.
وأما رواية غندر عن شعبة، فقد ساقها البخاريّ في "صحيحه" مقرونًا
بعبد الرحمن بن مهديّ، فقال:
(4313) - حدّثني محمد بن بشار، حدّثنا غندر، وعبد الرحمن، قالا:
حدّثنا شعبة، عن عديّ، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: {فَمَا
لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} رجع ناس من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من أُحُد، وكان
الناس فيهم فرقتين: فريق يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا، فنزلت: {فَمَا لَكُمْ
فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، وقال: "إنها طيبة، تنفي الخبث، - كما تنفى النار خبث
الفضة". انتهى (?).
وساقها الترمذيّ عن غندر وحده، فقال في "جامعه":
(3028) - حدّثنا محمد بن بشار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة،
عن عديّ بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد، يحدّث عن زيد بن ثابت،
في هذه الآية: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قال: رجع ناس من أصحاب
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد، فكان الناس فيهم فرقتين: فريق يقول: اقتلهم، وفريق
يقول: لا، فنزلت هذه الآية: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، وقال: "إنها طيبة
-وقال-: إنها تنفي الخبيث، كما تنفي النار خبث الحديد"، قال أبو عيسى:
هذا حديث حسن صحيح، وعبد الله بن يزيد هو الأنصاريّ الْخَطْميّ، وله
صحبة. انتهى (?).