مسعود، وهو عبد الله بن سَخْبرة، وقد أخرجه عبد الرزاق من طريق وهب بن

ربيعة، عن ابن مسعود بلفظ: "ثقفيّ، وختناه، قرشيان"، ولم يشكّ، وأخرج

مسلم من طريق وهب هذه، ولم يَسُق لفظها، وأخرجه الترمذيّ من طريق

عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود: "قال: ثلاثة نفر"، ولم ينسبهم.

وذكر ابن بشكوال في "المبهمات" من طريق تفسير عبد الغني بن سعيد

الثقفيّ، أحد الضعفاء، بإسناده، عن ابن عباس، قال: القرشي: الأسود بن

عبد يغوث الزهريّ، والثقفيان: الأخنس بن شَرِيق، والآخر لم يُسَمَّ، قال

الحافظ: وراجعت التفسير المذكور، فوجدته قال في تفسير قوله تعالى: {أَمْ

يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} [الزخرف: 80]، قال: جلس رجلان عند

الكعبة، أحدهما من ثقيف، وهو الأخنس بن شريق، والآخر من قريش، وهو

الأسود بن عبد يغوث، فذكر الحديث، وفي تنزيل هذا على هذا ما لا يخفى.

وذكر الثعلبيّ، وتبعه البغويّ أن الثقفيّ: عبد ياليل بن عمرو بن عمير،

والقرشيان: صفوان وربيعة ابنا أمية بن خلف، وذكر إسماعيل بن محمد التيميّ

في "تفسيره" أن القرشيّ: صفوان بن أمية، والثقفيان: ربيعة وحبيب ابنا عمرو،

فالله أعلم. انتهى (?).

(قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، كثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ) قال في "الفتح": كذا للأكثر

بإضافة "بطون" لـ "شحم"، وإضافة "قلوب" لـ "فقه"، وتنوين "كثيرةٌ"، و"قليلةٌ"،

وفي رواية سعيد بن منصور، والترمذيّ من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن

مسعود: "كثيرٌ شحم بطونهم، قليلٌ فقه قلوبهم"، وذكره بعض الشراح بلفظ

إضافة شحم إلى كثيرة، وبطونهم بالرفع، على أنه المبتدأ؛ أي: بطونُهم كثيرة

المشحم، والآخر مثله، وهو مُحْتَمِلٌ، وقد أخرجه ابن مردويه من وجه آخر

بلفظ: "عظيمةٌ بطونهم، قليل فقههم"، وفيه إشارة إلى أن الفطنة قلما تكون مع

الْبِطْنة، قال الشافعيّ: ما رأيت سمينًا عاقلًا إلا محمد بن الحسن. انتهى.

وقال في "العمدة": قوله: "كثيرة شحم بطونهم" بإضافة بطونهم إلى

شحم، وكذا إضافة قلوبهم إلى قوله: فقه، وكثيرة وقليلة منوّنتان، هكذا عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015