(قَالَ زُهَيْرٌ)؛ أي: ابن معاوية الراوي عن أبي إسحاق، (وَهِيَ)، أي:

هذه القراءة (قِرَاءَةُ مَنْ خَفَضَ حَوْلَهُ)، وفي نسخة: "وهي في قراءة من خفض

حوله"، والمعنى: أن هذه القراءة قراءة من يقرأ: "من حوله" بكسر ميم "مِنْ"،

ويجرّ "حوله" بها، واحترز به عن القراءة الشاذّة: "مَنْ حَوْلَهُ" بفتح الميم،

ونَصْب "حوله"، أفاده النوويّ (?).

وقال صاحب "التكملة": قوله: "وهي قراءة من خفض حوله": لفظ "من

حوله" ليس موجودًا في القرآن الكريم، ولم يقصد الراوي تلاوة الآية، وإنما

أراد حكاية كلام عبد الله بن أُبيّ، وذكر بعض العلماء أن "من حوله" موجود

في قراءة عبد الله بن مسعود، وقرأه بعضهم بكسر الميم واللام: "مِنْ حَوْلِهِ"،

وبعضهم بفتحهما: "مَنْ حَوْلَهُ"، وعلى الثاني يكون بدلًا من ضمير الفاعل في

"ينفضوا"، وعلى كلّ ليس موجودًا في القراءات المتواترة اليوم، والظاهر أنَّها

كانت زيادة تفسيريّة من قبل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وقد ثبت أن مثل هذه

الزيادات التفسيريّة ربما سُمّين بالقراءة، والله أعلم. انتهى (?).

[تنبيه]: وقع في النسخة التي شرح عليها القاضي عياض، والأبيّ،

والسنوسي ما نصّه: "قال زهير: وهي في قراءة عبد الله: حتى ينفضّوا من

خَفَض حوله"، ثم أخذ القاضي عياض في شرح ذلك بما لا يُستفاد منه كثيرًا،

وتبعه الأبيّ، والسنوسي في نقل ذلك الكلام، ولا أرى له كبير فائدة، ولذا

أعرضت عنه.

وقال الحافظ في "الفتح": قوله: "يقولون إلى قوله: حتى ينفضوا من

حوله" هو كلام عبد الله بن أُبَيّ، ولم يقصد الراوي بسياقه التلاوة، وغلط

بعض الشراح، فقال: هذا وقع في قراءة ابن مسعود، وليس في المصاحف

المتفق عليها، فيكون على سبيل البيان من ابن مسعود، قال الحافظ: ولا يلزم

من كون عبد الله بن أُبَيّ قالها قبلُ أن ينزل القرآن بحكاية جميع كلامه.

انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015