وفي رواية صالح بن كيسان: "ضربتُ" بضم المثناة، وإنما قال ذلك؛ لأنه كان
سيدهم، فجزم بأن حُكْمه فيهم نافذ، لا يخالفه فيه، ولأن من آذى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يجب قتله. (وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ) القبيلة المشهورة أيضًا، وهي قبيلة
سعد بن عُبادة - رضي الله عنه -، ولفظ البخاريّ: "وإن كان من إخواننا من الخزرج" بـ "من"
في موضعين، فـ "من" الأولى تبعضية، والأخرى بيانية. (أَمَرْتَنَا) فيه بما تراه،
(فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ)؛ أي: نفّذنا أمرك فيه، وفي رواية ابن جريج: "أتيناك به، ففعلنا
فيه أمرك". (قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ) الصحابيّ المشهور - رضي الله عنه -،
وهو: سعد بن عُبادة - بضم العين - ابن دُليم بن حارئة بن أبي حَزِيمة - بفتح
الحاء المهملة، وكسر الزاي، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم، بعدها
هاء - ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر
أخي الأوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو المزيقياء بن عامر ماء السماء،
وأم الأوس والخزرج قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن قضاعة، وقيل: قيلة
بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة، وكان نقيب بني ساعدة، شَهِد بدرًا عند
بعضهم، وسار إلى الشام، فأقام بحوران إلى أن مات سنة خمس عشرة، ولم
يختلفوا أنه وُجد ميتًا على مغتسله (?).
وقولها: (وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ) جملة حاليّة من الفاعل، وفي رواية صالح بن
كيسان: "فقام رجل من الخزرج، وكانت أم حسان بن ثابت بنت عمه، من
فخذه، وهو سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج"، انتهي، وأم حسان اسمها
الفُريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد وَدّ بن زيد بن ثعلبة، وقوله: "من
فخذه" بعد قوله: بنت عمه إشارة إلى أنَّها ليست بنت عمه حقيقةً؛ لأنَّ سعد بن
عبادة يجتمع معها في ثعلبة. (وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا) ولفظ البخاريّ: "وكان قبل
ذلك رجلًا صالِحًا"؛ أي: كامل الصلاح، وفي رواية الواقديّ: "وكان صالِحًا،
لكن الغضب بلغ منه، ومع ذلك لَمْ يغمص عليه في دينه".
(وَلَكِنِ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو هنا لمعظم رواة
"صحيح مسلم": "اجتهلته" بالجيم، والهاء: أي استخفّته، وأغضبته، وحملته