القرطبيّ (?) لكن قال: وضم الموحّدة، قال: لأنَّ ماضيه بفتحتين مخففًا، ثم
ذكر ما تقدّم عن النوويّ، وفي رواية ابن جريجٍ: "لَمْ يهبلهن اللحم"، وحَكَى
القرطبيّ أنَّها في رواية لابن الحذاء في مسلم أيضًا، وأشار إليها ابن
الجوزيّ (?)، وقال: المهبل: الكثير اللحم، الثقيل الحركة، من السِّمَن، وفلان
مهبل، أي: مهيج، كأن به ورمًا. انتهى.
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: اختَلَف الرواة في تقييد هذا الحرف - يعني: لَمْ
يهبّلن - فرواه العذريّ بضم الياء، وفتح الهاء، وتشديد الباء، على ما لَمْ يُسَمّ
فاعله، ومن طريق الطبريّ: بفتح الياء، وسكون الهاء، وفتح الباء، والصواب
بضمها؛ لأنَّ ماضيه فَعُل، وفي بعض الروايات عن ابن الحذاء: "لَمْ يُهَبِّلْن"
بضم الياء، وفتح الهاء، وكسر الباء مشدّدة، وهذه الرواية هي المعروفة في
اللغة، قال في "الصحاح": هبّله اللحمُ: إذا كَثُر عليه، وركب بعضه على
بعض، وأهبله أيضًا، يقال: رجل مُهْبَّل، قال أبو كبير [من الكامل]:
مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدٌ ... حُبُكَ النِّطَاقِ فَشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ
قال: وقالت عائشة - رضي الله عنها - في حديث الإفك: "والنساء يومئذ لَمْ يُهَبِّلهنّ
اللحمُ". انتهى (?).
(وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ) كذا للأكثر، وفي رواية الكشميهنيّ هنا:
"إنما نأكل" بالنون أوله، وباللام فقط، (الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ) بضم العين المهملة،
وسكون اللام، ثم قاف، أي: القليل، قال القرطبيّ: كأن المراد: الشيء
القليل الذي يُسَكِّن الرّمَقَ، كذا قال، وقد قال الخليل: الْعُلْقة: ما فيه بُلْغَةٌ من
الطعام إلى وقت الغداء، حكاه ابن بطال، قال: وأصلها شجر يبقى في الشتاء،
تتبلغ به الإبل حتى يدخل زمن الربيع. انتهى (?).
(فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ) وفي رواية للبخاريّ: "فلم يستنكر القوم
خِفّة الهودج"، قال في "الفتح": وهذا أوضح؛ لأنَّ مرادها إقامة عذرهم في
تحميل هودجها، وهي ليست فيه، فكأنها تقول: كأنها لخفة جسمها، بحيث إن