عليه في القيامة، وهو بالمنطوق، وقسم تكون معصيته فجاهَرة، فدلّ مفهومه

على أنه بخلاف ذلك.

والقسم الثاني: مَن تكون معصيته بينه وبين العباد، فهم على قسمين

أيضًا: قسم ترجح سيئاتهم على حسناتهم، فهؤلاء يقعون في النار، ثم يخرجون

بالشفاعة، وقسم تتساوى سيئاتهم وحسناتهم، فهؤلاء لا يدخلون الجنة حتى

يقع بينهم التقاصّ، كما دلّ عليه حديث أبي سعيد.

وهذا كله بناء على ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة أن يفعله

باختياره، وإلا فلا يجب على الله شيء، وهو يفعل في عباده ما يشاء.

انتهى (?).

5 - (ومنها): بيان قبح المجاهرة بالمعاصي، وأن الله تعالى لا يغفر

لأصحابها؛ لمبارزتهم له بها، واستخفافهم بشأنها.

أخرج الشيخان في "صحيحيهما" من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "كل أمتي مُعَافًى إلا المجاهرين، وإن من

المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يُصبح وقد سَتَره الله عليه، فيقول:

يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف

سِتر الله عنه".

6 - (ومنها): بيان فضيحة الكفّار والمنافقين يوم القيامة، حيث ينادى بهم

على رؤوس الأشهاد: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]، بينما ينادى

المؤمنون بأسمى النداء: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ

آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ

عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا

خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ

كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)} [الزخرف: 68 - 73].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015