والباقون ذُكروا قبله.
وقوله: ("لَا شَئءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ -عز وجل-") "شيء" اسم "لا" مبنيّ على الفتح،
و"أغير" بالرفع خبرها، وهو أفعل تفضيل من الغيرة؛ أي: لا شيء أشدّ غيرة
على ما حرّمه من الله -عز وجل-، وفيه إطلاق لفظ "شيء" على الله تعالى، قال
المناويّ: وقوله: "شيء" اسم من أسمائه التي لا يختص بها، فكل موجود
شيء، وهو -سبحانة وتعالي- شيء، لا كالأشياء، يسمى به في التعريف، ولا يسمى به في
الابتهال، {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} الآية [الأنعام: 19]. انتهى (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسألتيه قبل حديث،
ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوَّل الكتاب قال:
[6973] (2761) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي:
ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ:
"الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ) بن عبيد الدّرَاوَرْديّ، أبو محمد الْجُهَنيّ مولاهم
المدنيّ، صدوق، كان يحدّث من كُتب غيره، فيخطئ، قال النسائيّ: حديثه
عن عبيد الله العُمَريّ منكر [8] (ت 6 أو 187) (ع) تقدم في "الإيمان" 8/ 135.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.
وقوله: (وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا) قال النوويّ -رحمه الله-: هكذا هو في النُّسخ: "غَيْرًا"
بفتح الغين، وإسكان الياء، منصوب بالألف، وهو الغيرة، قال أهل اللغة:
الغَيْرة، والْغَيْرُ، والغار بمعنى. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: غَارَ الرجل على امرأته، والمرأة على زوجها
يَغَارُ، من باب تَعِب غَيْرًا، وغَيْرَةً، بالفتح، وغَارًا، قال ابن السِّكِّيت: ولا
يقال: غِيرًا، وَغِيرَةً، بالكسر، فالرجل غَيُورٌ، وغَيْرَانُ، والمرأة غَيُورٌ أيضًا،