الكوفيّ الأعمى، ثقةٌ عابدٌ، كان لا يدلِّس، ورمي بالإرجاء [5] (ت 118)
وقيل: قبلها (ع) تقدم في "الإيمان" 85/ 452.
3 - (أَبُو عُبَيْدَةَ) بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنَّه لا
اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر، الكوفيّ، ثقةٌ، من كبار [3] والراجح أنَّه لا
يصح سماعه من أبيه، مات بعد سنة ثمانين (ع) تقدم في "الإيمان" 85/ 452.
4 - (أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضّار - بفتح المهملة،
وتشديد الضاد المعجمة - الأشعريّ الصحابيّ المشهور، أَمّرَه عمر، ثمَّ
عثمان - رضي الله عنهم -، وهو أحد الحكمين بصِفِّين، مات سنة خمسين، وقيل: بعدها (ع)
تقدم في "الإيمان" 16/ 171.
والباقيان ذُكرا في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنَّه من سُداسيّات المصنّف - رحمه الله -، وأن نصفه الأوّل مسلسل بالبصريين،
والثاني بالكوفيين، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وأن صحابيّه من مشاهير
الصحابة - رضي الله عنهم -، ذو مناقب جمّة.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيس الأشعريّ - رضي الله عنه - (عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
"إِنَّ اللهَ - عز وجل - يَبْسُطُ يَدَهُ)؛ أي: بسطًا حقيقيًّا، لا مجازيًّا، فإن الحقّ، والصواب
أن لله تعالى يدًا حقيقيّة، كما أثبتتها نصوص الكتاب والسُّنَّة، فنُثبتها إثباتًا بلا
تمثيل، وننزّه الله - سبحانه وتعالى - عن مشابهة خَلْقه، تنزيهًا، بلا تعطيل، وأما ما يذكره
شرّاح هذا الحديث من التأويل، فهو تأويل مذموم مخالف لِمَا عليه السلف
الصالح، ودونك بعض ما قالوه.
قال في "المرعاة": قوله: "إن الله يبسط يده" قيل: بسط اليد عبارة عن
الطلب؛ لأنَّ عادة الناس إذا طلب أحدهم شيئًا من أحدهم بسط إليه كفه؛
والمعنى: يدعو المذنبين إلى التوبة، وقال النوويّ: معناه: يقبل التوبة من
المسيئين نهارًا وليلًا، حتى تطلع الشمس من مغربها، ولا يختص قبولها بوقت،
فبسط اليد استعارة في قبول التوبة، قال المازريّ: المراد به قبول التوبة، وإنما