وكان هذا السبي من سبي هوازن، قاله في "الفتح" (?).

(فَإِذَا امْرَأ) لا يُعرف اسمها، (مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا

هو في جميع نُسخ "صحيح مسلم": "تبتغي" من الابتغاء، وهو الطلب، قال

القاضي عياض: وهذا وَهَمٌ، والصواب ما في رواية البخاريّ: "تسعى"

بالسين، من السعي، وتعقّبه النوويّ، قائلًا: كلاهما صواب، لا وَهَم فيه، فهي

ساعية، وطالبة مبتغية لابنها، والله أعلم. انتهى (?).

وفي رواية البخاريّ: "فإذا امرأة من السبي تَحْلُب ثَديَهَا، تسقي"، قال في

"الفتح": كذا للمستملي، والسرخسيّ بسكون المهملة، من "تَحْلُبُ"، وضم

اللام، و"ثديها" بالنصب، و"تسقي" بفتح المثناة، وبقاف مكسورة، وللباقين:

"قد تَحَلَّب" بفتح الحاء، وتشديد اللام؛ أي: تهيَّأ لأنَّ يُحْلَب، و"ثديُها" بالرفع،

ففي رواية الكشميهنيّ با لإفراد، وللباقين: "ثدياها" بالتثنية، وللكشميهنيّ:

"بِسَقْيٍ" بكسر الموحّدة، وفتح المهملة، وسكون القاف، وتنوين التحتانية،

وللباقين: "تَسْعَى" بفتح العين المهملة، من السعي، وهو المشي بسرعة.

وفي رواية مسلم عن الحلوانيّ وابن سهل كلاهما عن ابن أبي مريم:

"تبتغي" بموحدة ساكنة، ثم مثناة مفتوحة، ثم غين معجمة، من الابتغاء، وهو

الطلب، قال عياض: وهو وَهَمٌ، والصواب ما في رواية البخاريّ، وتعقبه

النوويّ بأن كلًّا من الروايتين صواب، فهي ساعية، وطالبة لولدها، وقال

القرطبيّ: لا خفاء بحسن رواية "تسعى"، ووضوحها، ولكن لرواية "تبتغي"

وجه، وهو: تطلب ولدها، وحُذف المفعول للعلم به، فلا يُغَلَّط الراوي مع

هذا التوجيه. انتهى (?).

(إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا) من فرحها بوجدانه،

وغاية محبتها له، (وَأَرْضَعَتْهُ) قال في "الفتح": كذا للجميع، ولمسلم، وحُذف

منه شيء بيَّنته رواية الاسماعيليّ، ولفظه: "إذا وجدت صبيًّا أخذته، فأرضعته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015