الهلاك، أو الهلاك نفسه. وقال النوويّ: وهي موضع خوف الهلاك، ويقال

لها: مفازة. انتهى. وتُفتح لامها، وتكسر، وهما بمعنى، والمراد: يهلك

سالكها، أو من حصل فيها، ويروى: مُهلِكة بضم الميم، وكسر اللام: اسم

فاعل من الثلاثيّ المزيد فيه؛ أي: تُهْلِك هي من يحصل بها. انتهى (?).

وقال النوويّ رحمه الله: أما "دوية" فاتفق العلماء على أنها بفتح الدال،

وتشديد الواو والياء جميعًا، وذَكَر مسلم في الرواية التي بعد هذه، رواية أبي

بكر بن أبي شيبة: "أرض داويّة" بزيادة ألف، وهي بتشديد الياء أيضًا،

وكلاهما صحيح، قال أهل اللغة: الدوية: الأرض القفر، والفلاة الخالية، قال

الخليل: هي المفازة، قالوا: ويقال: دَوّيّة، ودَاويّة، فأما الدوية فمنسوب إلى

الدوّ، بتشديد الواو، وهي البريّة التي لا نبات بها، وأما الداويّة فهي على

إبدال إحدى الواوين ألفًا، كما قيل: في النسب إلى طيء طائيّ.

وأما المهلكة فهي بفتح الميم، وبفتح اللام، وكسرها، وهي موضع خوف

الهلاك، ويقال لها: مفازة، قيل: إنه من قولهم: فَوَّز الرجلُ: إذا هلك، وقيل:

على سبيل التفاؤل بفوزه، ونجاته منها، كما يقال للّديغ: سَلِيمٌ. انتهى (?).

(مَعَهُ رَاحِلَتُهُ) الراحلة: المركب من الإبل، ذكرًا كان أو أنثى، وبعضهم

يقول: الراحلة: الناقة التي تصلح أن تُرحل، وجمعها رواحل، قاله

الفيّوميّ (?). (عَلَيْهَا)؛ أي: على الراحلة، (طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ) زاد في رواية

الترمذيّ: "وما يُصلحه"، (فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ، وَقَدْ ذَهَبَتْ) وفي رواية البخاريّ:

"فوضع رأسه، فنام نومة، فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته"؛ أي: فخرج في

طلبها، واستمرّ على ذلك، وفي رواية أحمد، والترمذيّ: "فأضلّها، فخرج في

طلبها". (فَطَلَبَهَا)؛ أي: واستمرّ على ذلك (حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ) وفي رواية

البخاريّ: "حتى إذا اشتدّ عليه الحرّ والعطش، أو ما شاء الله"، قال الحافظ:

الشكّ من أبي شهاب، واقتصر جرير على ذِكر العطش، ووقع في رواية أبي

معاوية: "حتى إذا أدركه الموت"، وقال الطيبئ: إما شكّ من الراوي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015