وقوله: (وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ نَافِعٍ) فاعل "اقتصّ" ضمير
سالم بن عبد الله.
وقوله: (فَكُنْتُ لَا أَغْبُقُ ... إلخ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: بفتح الهمزة، وضم
الباء؛ أي: ما كنت أُقَدِّم عليهما أحدًا في شُرب نصيبهما عِشاء من اللبن،
والْغَبُوق شُرب العِشاء، والصَّبُوح شرب أول النهار، يقال منه: غَبَقت الرجلَ
بفتح الباء، أَغبُقُه بضمها، مع فتح الهمزة غَبْقًا، فاغتَبَق؛ أي: سقيته عِشاء،
فشَرِب، قال: وهذا الذي ذكرته من ضبطه متَّفقٌ عليه في كتب اللغة، وكُتُب
غريب الحديث، والشروح، وقد يُصحّفه بعض من لا أُنْسَ له، فيقول: أُغبِق،
بضم الهمزة، وكسر الباء، وهذا غلط. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "لا أغبق" من الغبوق بالغين المعجمة، والباء
الموحّدة، وفي آخره قاف، وهو شرب العشيّ، وضبطوا لا أَغبُق بفتح الهمزة،
من الثلاثيّ، إلَّا الأصيليّ، فإنه يضمها من الرباعيّ، وخَطَّؤوه فيه، وقال
صاحب "الأفعال": يقال: غَبَقْتُ الرجلَ، ولا يقال: أغبقته، والْغَبُوق شرب
آخر النهار، مقابل الصبوح، واسم الشراب: الغبق. انتهى.
وقوله: (أَهْلًا وَلَا مَالًا) قال في "العمدة": الأهل: الزوجات، والمال:
الرقيق، وقال الداوديّ: والدواب أيضًا، وقال ابن التين: وليس للدواب هنا
معنى يُذكر به. انتهى (?).
وقال في "الفتح": المراد بالأهل: ما له من زوج، وولد، وبالمال: ما له
من رقيق، وخدم، وزعم الداوديّ أن المراد بالمال: الدوابّ، وتعقّبوه، وله
وجه. انتهى (?).
وقوله: (حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ)؛ أي: وقعت في سنة قحط.
وقوله: (فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ)؛ أي: ثَمَنه.
وقوله: (فَارْتَعَجَتْ) بالعين المهملة، ثم الجيم؛ أي: كثرت حتى ظهرت
حركتها، واضطرابها، وموج بعضها في بعض؛ لكثرتها، والارتعاج: