الضمير؛ أي: خاتمي، ووقع كذلك في حديث أبي العالية، عن أبي هريرة،

عند الطبرانيّ في "الدعاء" بلفظ: "إنه لا يحلّ لك أن تفضّ خاتمي إلَّا بحقه".

وقولها: "بحقه" أرادت به الحلال؛ أي: لا أُحل لك أن تقربني إلَّا

بتزويج صحيح.

ووقع في حديث عليّ: "فقالت: أُذَكِّرك الله أن تركب مني ما حَرَّم الله

عليك، قال: فقلت: أنا أحقّ أن أخاف ربي".

وفي حديث النعمان بن بشير: "فلما أمكنتني من نفسها بكت، فقلت: ما

يبكيك؟ قالت: فعلتُ هذا من الحاجة، فقلت: انطلقي".

وفي رواية أخرى عن النعمان: "أنَّها ترددت إليه ثلاث مرات، تطلب منه

شيئًا من معروفه، ويأبى عليها إلَّا أن تُمَكِّنه من نفسها، فأجابت في الثالثة، بعد

أن استأذنت زوجها، فأَذِن لها، وقال لها: أغني عيالك، قال: فرجعت

فناشدتني بالله، فأبيت عليها، فأسلمت إليّ نفسها، فلما كشفتها ارتعدت من

تحتي، فقلت: ما لك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين، فقلت: خِفْتيه في

الشدّة، ولم أَخَفْه في الرخاء، فتركتها".

وفي حديث ابن أبي أوفى: "فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة

أُذكرت النار، فقمت عنها".

والجمع بين هذه الروايات ممكن والحديث يُفَسِّر بعضُه بعضًا. انتهى (?).

(فَقُمْتُ عَنْهَا)؛ أي: مُعرِضًا عن التعرض لها، (فَإِنْ كُنْتَ) ووقع في رواية

للبخاريّ في "الأدب" زيادة: "اللَّهُمَّ"، ولفظه: "اللَّهُمَّ، فإن كنت تعلم"، وفيه

زيادة التضرع، قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الفاء في "فإن كنت" عاطفة على مقدَّر؛ أي:

اللَّهُمَّ فعلت ذلك، فإن كنت تعلم أني فعلت، ويجوز أن يكون "اللَّهُمَّ " مقحمة

بين المعطوف والمعطوف عليه؛ لتأكيد الابتهال والتضرع إلى الله تعالي، فلا

يقدَّر معطوف عليه، وهو الوجه، يدلّ عليه القرينة السابقة واللاحقة، وإنما كرر

"اللَّهُمَّ" في هذه القرينة دون أختيها؛ لأنَّ هذا المقام أصعب المقامات،

وأشقّها، فإنه ردع لهوى النفس خوفًا من الله تعالي، ومقامه، قال الله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015