(ذَاتَ يَوْمٍ)؛ أي: يومًا من الأيام، (الشَّجَرُ)؛ أي: طلب الشجر الذي

ترعاه الإبل، والمراد أنه استطرد مع غنمه في الرعي إلى أن بَعُد عن مكانه

زيادةً على العادة، فلذلك أبطأ.

وقال في "العمدة": قوله: "نأى بي الشجر" بالشين المعجمة، والجيم،

عند أكثر الرواة، ومعناه: تباعد عن مكان الشجر التي ترعاها مواشينا.

انتهى (?).

وفي حديث عليّ: "فإن الكلأ تناءى عليّ"؛ أي: تباعد، والكلأ:

المرعي، (فَلَمْ آتِ) لِبُعد المرعى عنهم، (حَتَّى أَمْسَيْتُ)؛ أي: دخلت في

وقت المساء، وتأخّرت (فَوَجَدْتُهُمَا)؛ أي: الوالدين، (قَدْ نَامَا)؛ أي: من

الضعف، أو من غلبة الانتظار، وكثرة الإبطاء، (فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ)

بضم اللام، وكسرها، من بابي نصر، وضرب، على ما في "القاموس".

(فَجِئْتُ) إليهما (بِالْحِلَابِ) بكسر أوله، وهو الإناء الذي يُحلب فيه، قيل:

وقد يراد بالحلاب هنا: اللبن المحلوب، ذكره الطيبيّ، فيكون مجازًا من ذِكر

المحلّ وإرادة الحالّ، قال القاري: والأظهر أنه أتى بالحلاب الذي فيه

المحلوب استعجالًا (?).

وقال النوويّ: الحلاب بكسر الحاء: هو الإناء الذي يُحلب فيه، يسع

حَلْبة ناقة، ويقال له: المحلب بكسر الميم، قال القاضي: وقد يريد بالحلاب

هنا: اللبن المحلوب. اثتهى (?).

(فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا) وقوله: (كرَهُ) بفتح الراء، من باب تَعِبَ،

والجملة مستأنفة، أو حاليّة. (أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا)؛ أي: لمشقّة ذلك

عليهما، (وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيّ) تقدّم أنه بفتح حرف المضارعة، وضمه، مضارع

سقي، وأسقي، ثلاثيًّا، ورباعيًّا. (الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا)؛ أي: قبل الوالدين، وقوله:

(وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ) جملة في محلّ نصب على الحال، و"يتضاغون" بفتح الغين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015