تادية ما يجب على صاحبها من الشكر، والمواساة، وإخراج ما يجب إخراجه.
انتهى (?).
(وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ) بضم الواو المشدّدة؛ أي: تبدّلها بالبلاء. وقال
القاري: أي: انتقالها من السمع، والبصر، وسائر الأعضاء.
[فإن قلت]: ما الفرق بين الزوال والتحول؟ .
[قلت]: الزوال يقال في شيء كان ثابتًا لشيء ثم فارقه، والتحول تغير
الشيء وانفصاله عن غيره؛ أي: إبدال الشيء بالشيء، فمعنى زوال النعمة:
ذهابها من غير بَدَل، وتحوّل العافية: إبدال الصحة بالمرض، والغنى بالفقر،
فكأنه سأل دوام العافية، وهي السلامة من الآلام، والأسقام.
وقال الطيبيّ -رحمه الله-: أي: تبدّل ما رزقتني من العافية إلى البلاء، وقال
في الفرق بين الزوال والتحوّل: الزوال يقال في شيء كان ثابتًا لشيء ثم
فارقه، والتحول: تغيُّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التغيّر قيل: حال
الشيء يحول حولًا، وباعتبار الانفصال قيل: حال بيني وبين كذا، وحوّلتُ
الشيءَ، فتحوّلَ: غيّرته إما بالذات، وإما بالحكم، فمعنى زوال النعمة:
ذهابها من غير بِدل، وتحول العافية: إبدال الصحّة بالمرض، والسلام
بالبلاء. انتهى (?).
ووقع في بعض نسخ أبي داود بلفظ: "وتحويل عافيتك" من باب
التفعيل، فيكون من باب إضافة المصدر إلى مفعوله.
واستعاذ -صلى الله عليه وسلم- من ذلك؛ لأن من اختصه الله -سبحانة وتعالي- بعافيته فاز بخير الدارين،
فإن تحولت عنه، فقد أصيب بشرّ الدارين، فإن العافية يكون بها صلاح أمور
الدنيا والآخرة (?).
(وَفُجَاءَةِ) بضمّ الفاء، والمدّ، وفي نسخة: "وفَجْأَة" بفتح الفاء، وسكون
الجيم، (نِقْمَتِكَ) قال النوويّ -رحمه الله-: الْفَجْأة بفتح الفاء، وإسكان الجيم،