روى بعضهم عن بعض، الجريريّ، عن الجسريّ، عن ابن الصامت، وأن
صحابيّه من مشاهير الصحابة - رضي الله عنهم - ذو مناقب جمّة.
شرح الحديث:
(عَن) عبد الله (ابْنِ الصَّامِتِ) الغِفاريّ، ابن أخي أبي ذرّ - رضي الله عنه -، (عَنْ أَبِي
ذَرٍّ) جندب بن جُنادة الغفاريّ الصحابيَّ الشهير - رضي الله عنه -؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سئِلَ
أَيُّ الْكَلَامِ)؛ أي: من جملة الأذكار، (أفضَلُ؟ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - جوابًا لهذا السؤال:
("مَا) موصولة خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هو الذي (اصْطَفَى اللهُ)؛ أي: اختاره
من الذِّكر (لِمَلَائِكَتِهِ) -عليه السلام-، وأمَرهم بالدوام عليه، ومواظبته لغاية فضله، فليس
في هذا الحديث ما يدلّ على حصره، فاندفع ما قيل: إنه يُعْلَم منه أن الملائكة
يتكلمون بهذه الكلمة، لا غير، وقد ثبت منهم كلمات أُخَر من الأذكار،
والتسبيحات، والدعوات، وليس هذا محل بَسْطها، قاله في "المرعاة" (?).
وقال في "المشارق": "اصطفاه"؛ أي: اختاره، واستخلصه، والطاء فيها
مبدلة من تاء افتعل؛ لمجاورتها الطاء. انتهى (?).
(أَوْ) للشكّ من الراوي، هل قال: لملائكته، أو قال: (لِعِبَادِهِ:
سُبْحَانَ اللهِ) معناه: تنزيه الله عما لا يليق به، من كل نقص، فيلزم نفي
الشريك، والصاحبة، والولد، وجميع الرذائل، ويُطلق التسبيح ويراد به جميع
ألفاظ الذكر، وُيطلق ويراد به صلاة النافلة، و "سبحان" اسم منصوب على أنه
واقع موقع المصدر لفعل محذوف، تقديره: سبّحت الله سبحاناً، كسبّحت الله
تسبيحًا، ولا يُستعمل غالبًا إلا مضافاً، وهو مضاف إلى المفعول؛ أي:
سبّحت الله، ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل؛ أي: نزَّه اللهُ نفسه، والمشهور
الأول (?)، وقد مضى البحث فيه بأطول من هذا، وبالله التوفيق.
(وَبِحَمْدِهِ) قيل: الواو للحال، والتقدير: أسبّح الله متلبساً بحمدي له، من
أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبّح الله، وأتلبّس بحمده، وَيحْتَمِل أن