قال الحافظ: ويَحْتَمِل أنها لم تُرِد التخصيص، بل الظاهر أنها قصدت

أباها في يوم عائشة في بيتها، فلمَّا لم تجده ذكرت حاجتها لعائشة، ولو اتَفق

أنه كان يوم غيرها من الأزواج لذكرت لها ذلك، وقد تقدم أن في بعض طرقه

أن أم سلمة ذكرت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك أيضًا، فيَحْتَمِل أن فاطمة لمّا لم تجده في

بيت عائشة مرّت على بيت أم سلمة، فذكرت لها ذلك، وَيحْتَمِل أن يكون

تخصيص هاتين من الأزواج؛ لكون باقيهن كنّ حزبين، كل حزب يتبع واحدة

من هاتين، كما تقدَّم ذلك صريحًا. انتهى.

14 - (ومنها): أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء؛

لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، كذا أفاده ابن

تيمية.

قال الحافظ: وفيه نظر، ولا يتعيَّن رَفْع التعب، بل يَحْتَمِل أن يكون من

واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل، ولا يشقّ عليه، ولو حصل له التعب.

انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن ما قاله ابن تيميّة أَولى، وأقرب،

فتأمله بالإمعان، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[6892] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح)

وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي

عَدِيٍّ، كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الإسنادِ، وَفي حَدِيثِ مُعَاذٍ: "أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا مِنَ

اللَّيْلِ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

وكلّهم ذُكروا في الباب وقبله، و "وكيع" هو: ابن الْجَرّاح، ووالد

"عبيد الله" هو: معاذ بن معاذ العنبريّ البصريّ، و "ابن المثنّى" هو: محمد،

و"ابن أبي عديّ" هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ البصريّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015