معناه: بك أحيا؛ أي: أنت تحييني، وأنت تميتني، والاسم هنا هو المسمى.

انتهى (?).

وقال في "الفتح": قوله: "باسمك أموت وأحيا"؛ أي: بذكر اسمك أحيا

ما حييت، وعليه أموت، وقال القرطبيّ: قوله: "باسمك أموت" يدلّ على أن

الاسم هو المسمى، وهو كقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (?)} [الأعلى: 1]؛

أي: سبِّح ربك، هكذا قال جُلّ الشارحين، قال: واستفدت من بعض المشايخ

معنى آخر، وهو أن الله تعالى سَمّى نفسه بالأسماء الحسنى، ومعانيها ثابتة له،

فكل ما صدر في الوجود فهو صادر عن تلك المقتضيات، فكأنه قال: باسمك

المحيي أحيا، وباسمك المميت أموت. انتهى ملخصاً.

قال الحافظ: والمعنى الذي صَدّرت به ألْيق، وعليه فلا يدلّ ذلك على

أن الاسم غير المسمى، ولا عينه، ويَحْتَمِل أن يكون لفظ الاسم هنا زائداً،

كما في قول الشاعر:

إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا

انتهى (?).

(وَإِذَا استَيْقَظَ قَالَ: "الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -:

المراد بأماتنا: النوم، وأما النشور: الإحياء للبعث يوم القيامة، فنبّه - صلى الله عليه وسلم - بإعادة

اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات البعث بعد الموت، قال العلماء:

وحكمة الدعاء عند إرادة النوم: أن تكون خاتمة أعماله كما سبق، وحكمته إذا

أصبح: أن يكون أول عمله بذكر التوحيد، والكلم الطيب. انتهى (?).

وقال في "الفتح": قوله: "قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا": قال

أبو إسحاق الزجاج: النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز،

والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة، وهي التي يزول معها التنفس، وسُمّي

النوم موتاً؛ لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلاً وتشبيهاً، قاله في "النهاية".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015