والباقون ذُكروا في الباب، و"يعقوب" هو: ابن عبد الله بن الأشج
المذكور قبله.
[تنبيه]: قوله: (قَالَ يَعْقُوبُ ... إلخ) هذا موصول بالإسناد السابق، وليس
معلّقًا، فهو من رواية المصنّف عن هارون بن معروف، وأبي الطاهر، كلاهما
عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، والحارث بن
يعقوب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ ... الحديث،
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ) لا يُعرف (?)، وفي رواية ابن
حبّان في "صحيحه": "أن رجلًا من أسم قال ... ". (إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللهِ مَا) نافية، وقوله: (لَقِيتُ) مفعوله مقدّر؛ أي: الراحة، أو النوم،
يوضحه رواية مالك في "الموطّأ"، ولفظها: "إن رجلًا من أسلم قال: ما نِمْتُ
هذه الليلةَ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أيّ شيء؟ فقال: لدغتني عقرب".
وقال القاري في "المرقاة": "ما" استفهاميّة؛ أي: أيّ شيء لقيت؟ أي: لقيت
وجعًا شديدًا، أو للتعجب؛ أي: أمرًا عظيمًا، أو موصولةٌ، والخبر محذوف؛ أي:
الذي لقيته لم أصفه لشدته، والمعنى: لقيت شدةً عظيمةً. انتهى (?).
(مِنْ عَقْرَبٍ) قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: العَقْرَبُ تُطلق على الذكر والأنثى، فإذا
أريد تأكيد التذكير قيل: عُقْرُبَانُ بضم العين والراء، وقيل: لا يقال إلا عَقْرَبٌ،
للذكر والأنثى، وقال الأزهريّ: العَقْرَبُ يقال للذكر والأنثى، والغالب عليها
التأنيث، ويقال للذكر: عُقْرُبَانُ، وربما قيل: عَقْرَبَةٌ بالهاء للأنثى، قال الشاعر:
كَأَنَّ مَرْعَى أُمِّكُمْ إِذْ غَدَتْ ... عَقْرَبَةٌ يَكُومُهَا عُقْرُبَانُ
فجَمَع بين اسم الذكر الخاصّ، وأنّث المؤنثة بالهاء، وأرض مُعَقْرِبَةٌ:
اسم فاعل، ذاتُ عَقَارِبَ، كما يقال: مُثَعْلَبَة، ومُضَفْدعة، ونحو ذلك.
انتهى (?).