3 - (حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ) بن طلق النخعيّ الكوفيّ القاضي، تقدّم أيضًا قريبًا.
4 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) المعروف بابن عُليّة، تقدّم قبل بابين.
5 - (هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ) الأزديّ الْقُرْدُوسيّ- بالقاف، وضمّ الدال- أبو
عبد الله البصريّ، ثقةٌ، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن
وعطاء مقالٌ؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما [6] (ت 7 أو 148) (ع) تقدم في
"المقدمة" 5/ 26.
6 - (مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ) أبو بكر الأنصارفي مولاهم البصريّ، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في البابين الماضيين.
وقوله: (كُلُّهُمْ عَنْ هِشَام)؛ أي: كل هؤلاء الثلاثة: سليمان بن حيّان،
وأبو معاوية، وحفص بن غياثً رووا هذا الحديث عن هشام بن حسّان بسنده.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف، وله فيه ثلاثة أسانيد فصل بينها بالتحويل،
وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ من روى الحديث في دهره.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَابَ)؛ أي:
رجع عن ذنبه بشروطه الثلاثة، وهي الندم، والإقلاع عن الذنب، والعزم على
أن لا يعود، ويزيد إن كان حقًّا لمخلوق أن يقضيه، أو يستحلّه منه. (قَبْلَ أنْ
تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) هذا هو المراد من قوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا
يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} الآية [الأنعام:
158]، فقد دلّت الآية على أنه لا ينفع الكافر إيمانه بعد ظهور بعض الايات،
والمراد به: طلوع الشمس من مغربها، وكذا لا تنفع التوبة المنافق ولا الفاسق
إذا لم يتوبا قبل ذلك، والله تعالى أعلم.
(تَابَ اللهُ عَلَيْهِ)؛ أي: قَبِل توبته، ورضيها، فرجع متعطفًا عليه برحمته،
وذلك لأن العبد إذا جاء في الاعتذار والتنصل بأقصى ما يقدر عليه قابله الله
بالعفو والتجاوز، وفيه تطييب لنفوس العباد، وتنشيط للتوبة، وبَعْثٌ عليها،