(المسألة الثانية) ة في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [12/ 6835 و 6836] (2702)، و (البخاريّ) في
"الأدب المفرد" (621)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (6/ 116) وفي "عمل اليوم
والليلة" (445 و 446)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 211 و 260)، و (ابن حبّان)
في "صحيحه" (929)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (882 و 883 و 4 88 و 885
و886) وفي "الدعاء" (1/ 514)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (10/ 298
و299)، و (الرويانيّ) في "مسنده" (2/ 468)، و (اللالكائىّ) في "اعتقاد أهل
السُّنَة" (6/ 1044)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (5/ 380)، و (البغويّ) في
"شرح السُّنَّة" (1288)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): الأمر بالتوبة، والحثّ عليها.
2 - (ومنها): ما قاله النوويّ رحمه الله: هذا الأمر بالتوبة موافق لقوله تعالى:
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} [النور: 31]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، وقد سبق في الباب قبله بيان سبب
استغفاره وتوبته -صلى الله عليه وسلم-، ونحن إلى الاستغفار والتوبة أحوج، قال أصحابنا وغيرهم
من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط: أن يُقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها،
وأن يَعْزِم عزمًا جازمًا أن لا يعود إلى مثلها أبدًا، فإن كانت المعصية تتعلق
بآدميّ، فلها شرط رابع، وهو ردّ الظُّلامة إلى صاحبها، أو تحصيل البراءة منه،
والتوبة أهم قواعد الإسلام، وهي أول مقامات سالكي طريق الآخرة. انتهى (?).
3 - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: هذا الحديث يدلّ على استدامة
التوبة، وأن الإنسان مهما ذكر ذنبه جدَّد التوبة؛ لأنَّه من حصول الذنب على
يقين، ومن الخروج عن عقوبته على شكّ، فحقّ التائب أن يجعل ذنبه نصب
عينيه، وينوح دائمًا عليه، حتى يتحقّق أنه قد غُفر له ذنبه، ولا يتحقّق أمثالنا
ذلك إلا بلقاء الله تعالى، فواجب عليه ملازمة الخوف من الله تعالى، والرجوع
إلى الله بالندم على ما فعل، وبالعزم على ألّا يعود إليه، والإقلاع عنه.