ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل، ووجود الصوارف، وصدوره في عالم الغيب،
بخلاف الملائكة في ذلك كله.
7 - (ومنها): بيان كَذِب من ادَّعَى من الزنادقه أنه يَرَى الله تعالى جهراً
في دار الدنيا، وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، رفعه:
"واعلموا أنكم لم تروا ربكم حتى تموتوا".
8 - (ومنها): أن فيه جوازَ القَسَم في الأمر المحقّق تأكيداً له، وتنويهاً به.
9 - (ومنها): أن فيه أن الذي اشتَمَلت عليه الجنة من أنواع الخيرات،
والنارُ من أنواع المكروهات فوق ما وُصفتا به، وأن الرغبة، والطلب من الله،
والمبالغة في ذلك من أسباب الحصول، ذكر هذا كلّه في "الفتح" (?).
10 - (ومنها): ما قاله القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: ذِكر الله تعالى ضربان: ذكر
بالقلب، وذكر باللسان، وذكر القلب نوعان:
أحدهما -وهو أرفع الأذكار، وأجلّها-: الفكر في عظمة الله تعالى
وجلا له، وجبروته، وملكوته، واياته في سمواته وأرضه، ومنه الحديث: "خير
الذكر الخفي" (?)، والمراد به هذا.
والثاني: ذِكره بالقلب عند الأمر، والنهي، فيمتثل ما أمر به، ويترك ما
نَهَى عنه، ويقف عما أشكل عليه.
وأما ذكر اللسان مجرداً فهو أضعف الأذكار، ولكن فيه فضل عظيم، كما
جاءت به الأحاديث، قال: وذَكر ابن جرير الطبريّ وغيره اختلاف السلف في
ذِكر القلب واللسان أيهما أفضل؟ قال القاضي: والخلاف عندي إنما يُتصور في
مجرد ذكر القلب تسبيحاً، وتهليلاً، وشِبههما، وعليه يدلّ كلامهم، لا أنهم
مختلفون في الذكر الخفي الذي ذكرناه، وإلا فذلك لا يقاربه ذكر اللسان،