"شرح السُّنَّة": أعاد رجلاً قد صار مثل الفرخ المنتوف" (?).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "قد خَفَت حتى صار مثل الفرخ"؛ أي:

ضَعُف، ونَحِلَ (?) جسمه، وخفي كلامه، وتشبيهه له بالفرخ يدلّ على أنه تناثر

أكثر شعره، ويَحْتَمِل أن يكون شبَّهه به؛ لِضَعفه، والأول أوقع في التشبيه،

ومعلومٌ أن مثل هذا المرض لا يبقى معه شعر، ولا قُوّة (?).

(فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ)، وقوله: (أَوْ) الظاهر

أنها للشكّ من الراوي، هل قال: "هل كنت تدعو بشيء"، أو قال: (تَسْأَلُهُ

إِيَّاهُ؟ )؛ أي: الشيء.

وقال القاري: "أو تسأله إياه" قيل: شكّ من الراوي، وقال الطيبيّ:

الظاهر أن "أو" ليس شكَّ الراوي، بل من قوله - صلى الله عليه وسلم -، سأله أولاً: هل دعوت الله

بشيء من الأدعية التي تسأل فيها مكروهاً؟ ، أو هل سألت الله البلاء الذي أنت

فيه؟ ، وعلى هذا فالضمير المنصوب عائد إلى البلاء المفهوم من قوله: "قد

خَفَت"، فيكون قد عمّ أوّلاً، وخصّ ثانياً. انتهى (?).

وجعل ابن حجر "أو" للتنويع، وجعل الدعاء مختصّاً بالتلويح، والسؤال

بالتصريح، وهو وجه وجيه. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن كونها للشكّ أقرب، وأنسب لظاهر

السياق، فتأمله بالإمعان، والله تعالى وليّ التوفيق.

(قَالَ) الرجل: (نَعَمْ، كُنْتُ) أدعوه، (أَقُولُ) في دعائي: (اللَّهُمَّ مَا كنْتَ)

قال الطيبيّ: "ما" يجوز أن تكون شرطيّةً، وقوله: "فعجّله" جوابها، أو

موصولة، وقوله: "فعجّله" خبرها، ودخلت الفاء لتضمّنها معنى الشرط (?).

(مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا)؛ أي: عاقبني به في الدنيا قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015