مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:

"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ"، قَالَ:

فَأتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-

حَدِيثًا، إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالَتْ: إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ، بِقَوْل

رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ

لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ"، وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ،

فَقَالَتْ: قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ

الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ

لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ).

رجال هذا الإسناد: ستّة:

1 - (سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو الأَشْعَثِيُّ) هو: سعيد بن عمرو بن سهل الْكِنْديّ،

أبو عثمان الكوفيّ، ثقة [10] (230) (م س) تقدم في "المقدمة" 4/ 19.

2 - (عَبْثَرُ) -بفتح أوله، وسكون الموحّدة، وفتح المثلثة- ابن القاسم

الزُّبيديّ -بالضم- أبو زُبيد كذلك الكوفيّ، ثقة [8] (ت 179) (ع) تقدم في

"الإيمان" 48/ 305.

3 - (مُطَرِّفُ) -بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الراء المكسورة- ابن

طَرِيف، أبو بكر، أو أبو عبد الرحمن الكوفيّ، ثقةٌ فاضلٌ، من صغار [6]

(ت 141) أو بعد ذلك (ع) تقدم في "الإيمان" 90/ 472.

[تنبيه]: كون مطّرف هنا هو ابن طَرِيف هو الظاهر؛ فما وقع لبعض

الشارحين (?) من أنه ابن عبد الله بن الشِّخِّير ففيه نظر لا يخفى؛ لأن ابن عبد الله

متقدّم الطبقة؛ لأنه من الطبقة الثانية، مات سنة (87) وقيل: (95)، فيَبعد أن

يدركه عبثر؛ وهو من الطبقة الثامنة، ولأنه قد ذكر في "التهذيب" ابن طريف

ممن روى عنه عبثر، وروى هو عن الشعبيّ، ولم يذكر ابن عبد الله بن الشّخّير

راويًا عن الشعبيّ، ولا عبثرًا ممن روى عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015