مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا بهذا السياق من أفراد
المصنّف -رحمه الله-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [4/ 6795] (2682)، و (همّام بن منبّه) في
"صحيفته" (1/ 48)، و (معمر) في "الجامع" (11/ 314)، و (عبد الرزّاق) في
"مصنّفه" (11/ 314)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 316 و 350)، و (ابن حبّان)
في "صحيحه" (3015)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (3/ 377) و"الزهد الكبير"
(2/ 239)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (1446)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): أخرج البحاريّ -رحمه الله-في "صحيحه" حديث أبي
هريرة -رضي الله عنه- هذا بسياق آخر، أحببت إيراده هنا؛ ليكون مكمّلًا لحديثه المذكور
هنا، قال -رحمه الله-:
(5349) - حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال: أخبرني
أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف؛ أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول: "لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال:
"لا، ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة، فسدّدوا، وقاربوا، ولا
يتمنينّ أحدكم الموت، إما محسنًا، فلعله أن يزداد خيرًا، وأما مسيئًا فلعله أن
يستعتب". انتهى (?).
قال في "الفتح": قوله: "إما محسنًا، فلعله يزداد، وإما مسيئًا، فلعله
يَستعتب"، كذا لهم بالنصب فيهما، وهو على تقدير عامل نَصْب، نحو:
"يكون"، ووقع في رواية أحمد عن عبد الرزاق، بالرفع فيهما.
وقوله: "يَستعتب"؛ أي: يَسترضي اللهَ بالإقلاع، والاستغفار،
والاستعتابُ طلب الإعتاب، والهمزة للإزالة؛ أي: يطلب إزالة العتاب، عاتَبه:
لامَه، وأعتبه: أزال عتابه، قال الكرمانيّ: وهو مما جاء على غير القياس؛ إذ
الاستفعال إنما يُنبنى من الثلاثيّ، لا من المزيد فيه. انتهى (?).