الْمِحْرَابَ (21)} [ص: 21] ثم قال: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} [ص: 22]. فأما

الذي بالكسر، فهو الشديد الخصومة. و"الألدّ": هو الشديد الخصومة، مأخوذ

من اللديدَين، وهما جانبا الوادي؛ لأنه كلما أُخذ عليه جانب أخذ في جانب

آخر، وقيل: لإعماله لَديدَيه، وهو صفحتا عنقه عند خصومته. وكان حكم

"الألدّ" أن يكون تابعًا للـ"خصم"؛ لأن "الألدّ" صفة، و"الخصم" اسم، لكن

لمّا كان الخصم مصدرًا في الأصل، وكان "الألدّ" صفة مشهورة عُكس الأمر،

فجُعل التابع متبوعًا، وهذا على نحو قوله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27]

وإنما يُقال: أسود غِرْبيب. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [2/ 6757] (2668)، و (البخاريّ) في "المظالم

والغصب" (2457) و"التفسير" (4523) و"الأحكام" (7188)، و (الترمذيّ) في

"التفسير" (2976)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (5425) وفي "الكبرى" (5987

و11036)، و (أحمد) في "مسنده" (2375 و 23822 و 25176)، و (ابن راهويه)

في "مسنده" (3/ 653)، و (الحميديّ) في "مسنده" (1/ 132)، و (ابن حبّان) في

"صحيحه" (5697)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السُّنَّة" (209)، و (البيهقيّ)

في "الكبرى" (10/ 108) وفي "شُعَب الإيمان" (6/ 340)، و (البغويّ) في

"شرح السُّنَّة" (2499)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان ذمّ شدّة الخصومة، والمراد به: الخصومة في دفع الحقّ،

أو إثبات الباطل، كما سبق في كلام النوويّ رحمه اللهُ، وهو الذي جاءت النصوص

في ذمّه، فقد أخرج أحمد، والترمذيّ، وصححه، وابن ماجه عن أبي أمامة - رضي الله عنه -

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ضلّ قوم بعد هُدًى كانوا عليه، إلا أوتوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015