وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدكم استبطاء
الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" (?).
قال أبو العتاهية [من الطويل]:
أُقَلِّبُ طَرْفِي مَرةً بَعْدَ مَرَّةٍ ... لِأَعْلَمَ مَا فِي النَّاسِ وَالْقَلْبُ يَنْقَلِبْ
فَلَمْ أَرَ عِزًّا كَالْقُنُوعِ لِأَهْلِهِ ... وَأَنْ يُجْمِلَ الإِنْسَانُ مَاعَاشَ فِي الطَّلَبْ (?)
3 - (ومنها): ما قاله السهيليّ -رحمه الله-: في الحديث ردّ على زعم ابن قتبية
أن "أل" في قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة: 60] يدلّ على أن
القردة والخنازير من نَسْل أولئك الذين مُسخوا.
[تنبيه]: قال ابن العربيّ: قوله: "الممسوخ لا ينسل" دعوى، وهذا أمر
لا يُعلم بالعقل، وإنما طريق معرفته الشرع، وليس في ذلك أثر يُعَوّل عليه.
انتهى.
قال المناويّ: وهو غُفول عُجاب مع ثبوته في أصح كتاب؛ يعني:
"صحيح مسلم".
[فائدة]: قال الحافظ الزين العراقيّ: لو تحقق أن آدميًا مُسخ في صورة
ما يؤكل لحمه، فهل يحرم، أو يحلّ؟ لم أر لأصحابنا فيه كلامًا، وقد قال ابن
العربيّ: بحلّه؛ لأن كونه آدميًّا زال. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[6748] ( ... ) - (حَدَّثَنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، بِهَذَا
الاسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ بِشْرٍ، وَوَكِيعٍ، جَمِيعًا: "مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ،
وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ").
رجال هذا الإسناد: ثلاثة:
1 - (ابْنُ بِشْرٍ) هو: محمد بن بشر العبديّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ
حافظٌ [9] (ت 203) (ع) تقدم في "الإيمان" 1/ 107.