أحدهما: أن يكون قبل إعلامه أنهم من أهل الجنة.

الثاني: أي: على أيّ دين يميتهم لو عاشوا، فبلغوا العمل، فأما إذا عُدم

منهم العمل فهم في رحمة الله التي ينالها من لا ذنب له.

الثالث: أنه مُجمل يفسره قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} الآية

[الأعراف: 172]، فهذا إقرار عامّ يدخل فيه أولاد المؤمنين والمشركين، فمن

مات منهم قبل بلوغ الحنث، ممن أقرّ بهذا الإقرار من أولاد الناس كلهم، فهو

على إقراره المتقدِّم، لا يُقضَى له بغيره؛ لأنه لم يدخل عليه ما يَنقُضه إلى أن

يبلغ الحنث، وأما من قال: حكمهم حكم آبائهم، فهو مردود بقوله تعالى:

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الآية [الأنعام: 164، الإسراء: 15، فاطر: 18، الزمر: 7،

والنجم: 83] (?).

وقوله: (إذْ خَلَقَهُمْ) ظرف لـ"أعلم"؛ أي: حين خلقهم، والله تعالى

أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [6/ 6742] (2660)، و (البخاريّ) في "الجنائز"

(1383) و"القدر" (6597)، و (أبو داود) في "السُّنَّة" (4711)، و (النسائيّ) في

"المجتبى" (1951 و 1952) وفي "الكبرى" (2078 و 2079)، و (أحمد) في

"مسنده" (1/ 215 و 328 و 340 و 358)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[6743] (2661) - (حَدَّثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثنَا مُعْتَمِرُ بْنُ

سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَسْقَلَةَ، عَنْ أَبِي اِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبُيِّ بْنِ كعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي

قتَلَهُ الْخَضِرُ طُبعَ كَافِرًا، وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ أَبويهِ طُنْيَانًا وَكُفْرًا").

طور بواسطة نورين ميديا © 2015